- د. عبدالعزيز علوان
إليهم مواكب شتى من بيادق رقعة الشطرنج
1
ندرك أن ضريع الموائد هذي التي تترى بين ايديكموا والتي أسمنت اجسامكموا، لن تغن شيئًا من جوعكموا المستثار.
2
نعلم علم اليقين أنكم لن تشبعوا من الموائد هذه التي تأتيكموا من شجر يشبه الزقوم مصدره. وأنكم تلهثون وراء المزيد منها، وتجرون في إثرها جريان وحوش القفار..
3
نعلم أنكم لن تجدوا ما يشبع بطونكموا من النار هذي التي تتصاعد من حرائق أكباد أمهات الشهداء، وحرائق أكبادنا هذي التي تشنونها بسعير الريال.
4
ندرك، أنكم لن تستطيعوا، أن تبعدوا من أحاسيسكم مدى الرائحة هذي التي تتبخر من أطراف جرحى الحروب التي تحاولون التخلص منها، بترميمها بأطراف صناعية الابتذال، ولن يستطيع مذاق موائدكم أن يجفف سيل اللعاب المتدفق منها، ونعلم علم اليقين أنكم لا ولن تستطيعوا سبيلًا إليها الوصال.
5
نعرف أنكم تتقلبون في الفنادق فوق المذلة والهوان، وبيع السيادة والارتزاق، وأن منامكم يشبه الحَمر الوحشية تلك التي تفر من قسورة الوطن المرتجى في ليلة أو نهار.
6
نرى بأم أعيننا أن اخضرار نعومة تلك النقود التي تُستَعبدُون بطياتها، لن تستر عوراتكم، ولن تقِ أحدًا منكم من حر تلك العيون أو قر نظراتها في ممر الطوال.
7
تلك من قصص الوطن المتصبر فينا هذا الذي تعرضون سيادته في المزاد، تتلو على مسامعكم إن
(قارون مر في زينته ومضى، وفرعون هوى من صرحه، والذي ينفع الناس في الأرض يبقى، وجفاء – غدا – تصيرون مثل الزبد).
- تعز نوفمبر 24