- كتب: محمد مصلح الحمودي
استشهد السنوار، نعم، وبستشهاده هذا فقد أحيا إرثًا ثوريًا جهاديًا صلبًا استطاع من خلاله – الشهيد – أن يوحد صوت الحق الغائب في مشارق الأرض ومغاربها، وحدها بقوام الحرف وصوت الكلمة ، إنما بالفعل فلا، فحواجز الجار جارت بين النصرة لأبطال حماس وبين رغبات أقوام مكلومة ترضخ تحت قول الملك ،وتصريح الأمير، وحكمة الشيخ ،وتحذير الرئيس معًا.
وجوه قيادية
رحل السنوار رحيل فرسان أوائل من عصر صدر الاسلام كما قيل ويقال، وبهذا إنتهت مهمته وما وكّل به من عهد الياسين إلى تاريخ الاستشهاد، وبات من الضروري أن يخلفه قائد لأعظم قوة إسلامية مواجهة للصهيونية في عصرنا الحالي- حماس-فمن هم خلفاء السنوار وقادة غزة المرشحين لحمل لواء الجهاد في الحركة.؟وهنا سأتطرق لأبرز من ظهرت اسمائهم لخلافة الشهيد السنوار منهم: خالد مشعل (أبو الوليد) هو واحد من مؤسسي الحركة ورئيسًا لمكتبها عقب اغتيال أحمد ياسين وعين قائدا لها في العام ٢٠٠٤، ويأت ثانيا خليل الحية وهو عضو في المكتب السياسي لحماس ونائب رئيس الحركة في غزة، وكذا موسى أبو مرزوق ويعتبر أول من تولى رئاسة المكتب السياسي لحماس، ومحمد السنوار شقيق القائد الشهيد يحيى السنوار وقد شغل مناصب عسكرية عدة في كتائب القسام ، بالإضافة إلى محمد درويش ( أبو عمر) رئيس مجلس الشورى لحركة حماس وأخيرا زاهر جبارين وهو رئيس للحركة في الضفة الغربية، بيد أنه من المتوقع ألا تقوم الحركة في الوقت الحالي بتسمية رئيس لها لأسباب أمنية..
زمان مفصلي
رجال تنتهي وتُباد بقضية حق صادقة محورية وقومية لتبدأ بعدها مرحلة رجال من الطراز النادر – ذاته- يسيرون بنفس النسق لمقاومة محور الشر في عالم عربي حُكامه باتت منصرفًة عن حروبها الوجودية العقائدية إلى شؤون حياتية خاصة ترفيهية بعيدة كل البعد عن تاريخ يسطره أفواج من المقاومين الأحرار في خط تماس بين الكفر والاسلام هناك على أرض فلسطين، وغزة هي الساحة العظمى لملاحم جهادية آنية شبيهة بمعركة اليرموك والقادسية وبلاط الشهداء ، مع فارق التمييز لمجريات الحرب في القطاع -حاليا- المتروكة لقدرة الله لا لقدرة المسلمين ككل ،والأشقاء العرب على وجه الخصوص -بستثناء شمال اليمن وحكومته التي ترسل صواريخها تعبيرا عن نصرة بعيدة المدى، عابرة للحدود ،وشافية للغل.
ما بعد الطلق
هاهو عام دامٍ في غزة ينتهي ويبدأ أخر أشد ضراوة من سابقه، فالسنة المنتهية كانت بقادة مجندة، وأسلحة متنوعة، وخطط تكتيكية ،ونفس طويل لم ينقطع ولم يزل ، وإن الأيام المقبلة ستكون أشد ضراوة على محور المقاومة العظمى لقِل العتاد ربما وقِل الجنود وتمويه القادة إلا أن عزيمة الحركة لا تنقص بل تزيد.
حربٌ ضروس قد تكون آخر حروب غزة لزمن طويل بحسب ما نراه ونشاهده ، عدو طاغٍ ما برح بقصف وقتل وإبادة لم تشهد مثلها إلا حروبا عالمية كتلك الأولى وبعدها الثانية ، حقد دفين ، وتوقيت لئيم ، وعدة ساحقة ، ودعم غربي لا مقطوع للعدو ولا محدود، يقابله جلادة الأحرار ، وحنكة التدبير ، وعزيمة الانتصار ، وقوة الحق مهما خفت ضوئها، وتأييد من الله لا تأييد من البشر ، وبعد هذا لن يكون حال فلسطين عامة -وغزة بشكل خاص- بعد الحرب كما قبلها ، فهي في خضم صراع وجودي بحت ، لا سلام ولا استسلام فإما نصر وإما شهادة ، وفي محكمة الله تجتمعُ الخصوم.