- كتب: محمد عبدالوهاب الشيباني
قبل وفاته في 25 نوفمبر 2007 كنت كثيراً ما أشاهد الأستاذ إبراهيم الحضرانيّ قاعدا في ركن الشارع المؤدي إلى مسكنه بشارع القصر صباحا.، وكانت بالنسبة لي مناسبة طيبة للجلوس معه وتبادل الأحاديث القصيرة عن موضوعات شتى، وهذه الصورة أخذتها له في صباح شتائي من ذات العام وهو يتشمس في ذات الموضع.
والأستاذ الحضراني، كما جاء في بعض من سيرته المنشورة في زاوية شدو على منصة خيوط، وُلد سنة 1919، في حضران آنس، محافظة ذمار. تلقَّى تعليمَه الأوَليَّ في كُتّاب القرية، ثم ارتحل إلى مدينة ذمار ليواصل دراسته في المدرسة الشمسية، وفيها زاملَ عددًا من الأدباء، منهم: علي حمود الديلمي، عبدالله بن يحيى الديلمي، أحمد الوريث، أحمد سلامة… وغيرهم.
انتقل إلى تعز، وساهم في مساجلات مخطوطة “البريد الأدبي”، التي حرّرها الأدباء بخط اليد، بعد توقف مجلة “الحكمة”، وكانت تنقّل عبر البريد الحكومي بين أدباء تعز وذمار وصنعاء.
سُجن في حَجّة بعد فشل ثورة 48، وقد كتب خلال سجنه مقدمةً أدبية للديوان الحُميني للشاعر عبدالرحمن الآنسي (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار)، الذي حقّقه وعلّق عليه في السجن: القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني، والقاضي عبدالله الأغبري.
جمع قصائدَه زميلُه وصديقه الشاعر أحمد الشامي، وأصدرها بعنوان “القطوف الدواني”، [قبل أن يعود قبل سنوات، الشاعر علوان الجيلاني وينشر ديوانه كاملًا].
والشاعر إبراهيم الحضرانيّ من الشعراء الذين أجادوا في كتابة الأغنية العاطفية -وإن كان مُقلًّا فيها- فقد جاءت قصائدُه صادقةَ الشعور وعذبة المعاني، جميلة الصورة، سهلة التعابير والمفردات؛ ممّا جعلها تصل إلى مسامع وقلوب المتلقين بسهولة.
غنّى له الفنّان أحمد السنيدار قصيدتَه “يا قلب كم سرك لقاء الحبيب”، وغنّى له الفنّان أيوب طارش أغنية (لقاء الحبايب)، وهي من الأغاني الوحدوية الذائعة، وغنّى له الفنان فؤاد الكبسي أغنية لا عتب كما غنى له فنانون آخرون.