- عبدالقادر صبري
((مشهد))
المكان: اللامدى
الزمان: كلّ شهيق
الشخوص: هاؤها – ويائي
الأحداث:
“كقصيدتينِ وحشيتينِ في صحراء،
كذئبينِ يُرضِعانِ بعضهما تارةً،
وينهشانِ قلبيهما تارة أخرى..
نعوي قهراً”
هو:
يجوزُ للشاعرِ ما لا يجوزُ لغيرهِ
لأنّهُ قد يضطرُّ إلى كَسرِ كُلِّ قوانينِ الكونِ كي لا يكسرَ كبرياءَ أنثى.
هي:
الشاعرُ شيطانٌ ومَلاكٌ، ولكن،
لا يُعرفُ أيُّهما يكتبُ الشعرَ.
هو:
نحن الشعراءَ يتّبعنا الجَلادون،
كظلٍّ لَيليٍّ
لا يبارِح.
لهُم، أن يكسروا قلوبَنا بـ”لا”
ولنَا، أن نُنعِشَ قلوبنا بـ”لَو”
وبينهما سِرُّ الغِوايةِ
وجَمرُ الدهشة.
هي:
حين أراكَ لن أقولَ شيئًا
سأغمضُ عيني كي لا يطير َضوؤكَ..
سأبحرُ في الرؤيا حتى أصل.
هو:
رأيتكِ في كُلِّ النساءِ فعشقتكِ فيهنَّ..
ورأيتُ كلَّ النساءِ فيكِ
فعشقتهن جميعًا.
هي:
لروحِ قصيدةٍ نظَمَتكَ تَرُفُّ أسرابُ الحَمامِ
ويبكي المطر.
هو:
فلْأَصنعْ من دموعِكِ قلائدَ أُرصِّعُ بها جبينَ أغنيةٍ أطلقتكِ بيضاءَ كصوتِ المِحَبَّةِ.
هي:
المحبةُ في زمنِ الحربِ طائرٌ مذبوح..
فراشةٌ مُلَطخةٌ..
شتاءٌ لا يكُفُّ عن البكاءِ..
وليلٌ مذعور.
هو:
وحدهُ الحزنُ يصنعُنا
الفرحُ.. نحن نصنعُهُ.
هي:
بِتُّ أعشقُ حُزني لأنَّهُ صارَ يوصلُني إليكَ.
هو:
بي حزنُ الصحارى في ليلِ الرحيلِ سيدتي..
من ذا يستطيعُ أن يملأَ قلبَ الصحراءِ بالنَّدى غيرُكِ
من؟!
هي:
لا أملكُ سوى حُبِّكَ
وكثيرٍ من الندوبِ بقلبي.
هو:
لكِ شمسي ونجومي وكواكبي..
لكِ بَوحي وأنيني وصمتي
فاعصرينا مزيجًا في مُكْحُلَتِكِ
علَّنَا ننفعُ كُحلًا لقصيدةٍ تتأجَّجُ مِلءَ عينيكِ الألق.
هي:
كُلَّما خَبَتْ نارُها استعرت في الأعماقِ نيرانُ.
هو:
كلَّما شهقَ نجمٌ اذكريني
تكادُ سمائي تطفئُ عينيها.
هي:
تتَّشِحُ قلوبُنا بالحزنِ الأسود
حتَّى تَبْيَضَّ منَ الدمعِ أعينُنا
أيَّ لونٍ غيرَ السوادِ تركوا لنا!
أيَّ لون؟!
هو:
كُلّ خفقاتِ قلبيَ المتعب
تعجزُ عنِ التحليقِ في محرابِ عينيكِ المدى.
هي:
لكَ اللهُ، والمحبةُ، وقلبٌ خاشع..
يجمعُنا حزنٌ لا يُهادن..
تجمعُنا غصّةٌ تعشقُ الحزنَ..
ليس لنا سوى أن نعشقَ حزنَنا
وأن نلوذَ بعبراتِنا
تغسلُ ما تبقى من دَرَنِ الأهواء.
هو:
هو الحبُّ.. كالمطرِ،
يُنبِتُ سرًا في حقولِ العُشّاقِ أشعارًا،
ويتركُ للمارَّةِ خُضرتَه.
هي:
وهي المحبةُ،
لا تمطرُ،
المحبةُ تُعلمُنا كيف نصنعُ المطر.
هو:
أما أنتِ يا غيمةَ الأمنياتِ العَصيةِ..
يا مُبتدأَ الأحزانِ ومُنتهى الوشاياتِ الودودةِ،
لا بأسَ أن ينحنيَ حزنٌ لعينيكِ،
إنّما تلكَ صلاة.