- فارس العلي
أعيدوا لي حذاء طفولتي
الذي كبرت خطواته،
تعبت مسافاته
أعيدوا حذائي الممزق
قبل يغلق الاسكافي حانوته
قبل أن تنفذ الخيوط
قبل أن تضيع الفرشاة بقدم أحد المارة
قبل أن يضيع اللون نفسه
مازالت طريقي بعيدة ومعتمة
يحذفني العيد من كعب صباحه اللامع
تحذفني
أحلام طويلة بحذاء قديم ممزق
تلمع بارقة مقاس من فترينة مُحكمة الإغلاق
ألبس حذاء في بالي
أشد خيوط ضحكة ثم أواصل المسير
أعيدوا حذاء طفولتي
حذائي ممزق يا كتب التاريخ
أفكاري شققها البرد، نحتتها الريح
فكرة ذهاب طفل للمدرسة تضخم خطواتي وتكاثر بي هواجس التوقف
أحذفوا مسيرة الأبطال من المناهج
فهي تَخلق حساسية أقدام عابرة في رأسي إلى أماكن مجهولة
احذفوا بطولات وبرامج العدائين أيضا،
لو كان الاستمرار في السير معيار الوصول
لكان المتشردين أحق بحكم العالم
يحلم المتشردين بأحذية مثقوبة في الهواء الطلق
يحلم المتشرد بجنةٍ مليئة بمعارض الأحذية
سقف المتشرد مسافة ممكنة الوصول
عندما يسرق المتشردون الأحذية
يواصلون السير في أحلام ﻻ تخصهم
ليت الساسة يلبسون أحذية المتشردين
ليتهم يلبسوها كي يعلموا ان الرصيف والجولات ليست وقوف مؤقت،
ليست لإنتظار خضرة اشارة المرور بضمير أحمر
ثمة جائع و متشرد ..
مرة سرق متشرد حذاء مسؤول حكومي،
في الليل أهينت كرامته،
نام للظهر ثم باع قانون شرف المتشردين
خطواته زارت كل أماكن البغي ومؤسسات الأرتزاق
نسي خلفيات أحلامه
لكنه تذكر مقدمات ساسة..
بعضهم ببعض
يسرق الساسة أحذية الثوار كي ينصبون كراسي وخزائن الدولة
المتشرد ينصب خيمته كي يستظل الوطن
قلت لكم:
أعيدوا لي حذاء طفولتي أيها السفلة،
قبل أن ينتهي بكم الأمر في غرفة بلا طلاء
وقائمة ديون طويلة
و سجن مليء بالقمل ولخام اليائسين..
10 أكتوبر 2015