- المحرر الاقتصادي
مع انهيار الريال اليمني في عدن والمناطق الجنوبية عمومًا، حيث سجل سعر صرف الريال أدنى مستوى له أمام العملات الأجنبية، متخطيًا حاجز 1600 ريالًا مقابل الدولار الواحد، تسود مخاوف واسعة من تداعيات هذا الانهيار المتواصل للعملة المحلية، في ظل الظروف الصعبة والأزمات المركبة التي يعيشها هذا البلد.
خبراء اقتصاديون يؤكدون أن هناك أزمة سيولة خانقة من النقد الأجنبي يعاني منها السوق المحلي في اليمن، الذي يشهد عمليات مضاربة واسعة وتهافت تجاري على العملات الأجنبية، مع تقلبات الأسواق الدولية التي تشهد اليوم ارتفاعًا تدريجيًا في أسعار النفط.
الحقيقة، هناك مشكلة كبيرة تتوسع يومًا بعد آخر، في ظل عجز واضح عن التعامل معها، وتجنب تداعياتها التي قد لا يستطيع أحد توقع تأثيراتها على الاقتصاد الوطني في بلد لم يعد يحتمل.
وفي هذا الصدد، سارعت الغرفة التجارية الصناعية بعدن، إلى مناشدة قيادة “التحالف”، بوضع حد لتدهور العملة الوطنية، والتحذير من مجاعة وشيكة بالمحافظات الجنوبية والشرقية.
حيث أكدت الغرفة أن معظم المواطنين عاجزين عن تأمين حاجتهم من الغذاء ومعظم الأسر هناك تعيش على وجبة واحدة في اليوم.
كما شهدت عدن يوم أمس، لقاءًا موسعًا، ضم فروع الغرف التجارية الصناعية في المناطق الجنوبية، ونادي الأعمال وجمعية الصرافيين وعدد من رجال وسيدات الأعمال.. بدعوة كريمة من قبل الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة عدن.
ناقش فيه المشاركون الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن، وتداعيات الانهيار المتسارع لسعر صرف الريال اليمني أمام العملات الاجنبية وانعكاسات ذلك وتأثيراته على حياة ومعيشة ملايين اليمنيين.
وأكد رئيس الغرفة التجارية والصناعية عدن الشيخ أبوبكر باعبيد بالقول: أمامنا واجب ديني واخلاقي… نحن أمام خيارين لا ثالث لهما أما استمرار الانهيار أو ايقاف الانهيار الآن.
وقد اجمع اللقاء على ضرورة تشكيل هيئة مشاركة من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والسلطات المحلية والجهات ذات العلاقة لمتابعة خطة طوارئ لإنقاذ الوضع، ومناشدة دول التحالف، بالوقوف إلى جانب أشقائهم في هذه الظروف والعمل مع الشركاء الدوليين والدول المانحة، لحل القضايا الاقتصادية والمالية.
بالتزامن مع تحذيرات تجارية عدن، أغلقت 3 بنوك رئيسية أبوابها يوم أمس ضمن اضراب جزئي، في خطوة احتجاجية على تدهور العملة.
وأعلن كل من البنك المركزي وبنك التسليف وبنك الانشاء والتعمير، اضرابًا جزئيا.
وبدوره أعلن الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب، بدء الإضراب الجزئي، في أولى خطوات التصعيد، تنديدًا بتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وتدني دخل الفرد، ومن المتوقع أن تتسع رقعة الاضرابات والاحتجاجات خلال الأيام المقبلة.
…..
…
فيا ترى، هل سنشهد تحركات جدية اليوم لمعالجة الانهيار المتسارع للعملة الوطنية، وتجنب تداعياته الشاخصة، خصوصًا مع التغيرات الحكومية الجديدة، أم أن الواقع سيظل هو الواقع والطريق الوحيد إلى الجحيم ؟!