- وميض شاكر
فاز ميسي بجائزة الفيفا لأفضل لاعب للعام ٢٠٢٣ قبل ثلاثة أيام، لكن ذلك لم يعجب الكثير من الجمهور الرياضي لريال مدريد أو لفرنسا أو البرازيل، أو غيرهم من المنتخبات والفرق التي تسبب ميسي في هزيمتها خلال ميسرته الكروية.
كانت أسباب عدم الرضى لذلك الجمهور الممتعض من فوز ميسي الأخير وما سبقه، هي أن ميسي مدلل الفيفا، أو أن الفيفا فاسدة، وأن ما تفعله مع ميسي أصبح مسخرة. كيف لا، وقد فاز ميسي بـ ٨ كرات ذهبية كان آخرها في ٢٠٢٣، وكذلك فاز بأفضل لاعب في ٢٠١٩ و٢٠٢٢! فالأمر إذن في معتقدهم لا يخلو من المؤامرة.
عموماً، ميسي فاز بأكثر من ٥٠ جائزة غير التي يمنحها الفيفا، منها الليجا، وأبطال أوربا، وأندية أوربا، وكوبا أمريكا وكأس العالم. لا يمكن أن يكون ميسي مدلل كل هؤلاء!.
الأمر الآخر الذي يستند عليه الممتعضون من فوز ميسي الأخير، هو أنه لم يقدم أداء كروي خلال ٢٠٢٣ يستحق لأجله الفوز. وهنا، اسمحوا لي أن أسألهم، كيف لم يقدم ما يستحق الفوز؟! ألم يقد فريق انتر ميامي للتتويج بكأس الدوريات ليحرز أول لقب فى تاريخه! ألم يقد منتخب الأرجنتين ليتربع على قائمة منتخبات أمريكا الجنوبية في تصفيات كأس العالم ٢٠٢٦ بـ١٥ نقطة ليحتل بها المركز الأول!.
الجدل الآخر يركز على أحقية كيليان مبابي وايرلنج هلاند بالجائزة. لن نختلف هنا، إذ شخصياً أنا أحب مبابي، ليس لبراعته المرعبة فقط، بل أيضاً لأنه مننا، شاب فرنسي لأب كيني وأم جزائرية، فالأب جار والأم أخت.. إلا أن عدم اختياره قد يعود لأسباب تتعلق بعدم الرضا الكافي للمصوتين في وسائل الاعلام أو قادة ومدربي المنتخبات الوطنية والجمهور حيال أداء مبابي أو سلوكه داخل وخارج الملعب.. أو قد يعود لعدم معرفتهم الدقيقة به، فتجارب مبابي ذو الـ٢٥ عاماً في المنافسة الوطنية قد تكون شابة هي الأخرى.
أما بالنسبة لهلاند، فقد شاهدت فيلماً وثائقياً عنه على قناة بي ان سبورت قبل فترة. في الفيلم تعرفت أن هولاند قد زاد طوله ٢ سم خلال السنة الفائتة، ذلك لأنه يتبع برنامج كريستيانو رونالدو الصارم في اللياقة البدنية، لذا تراه يأكل أكثر من خمس وجبات يومياً وينام أكثر من ٨ ساعات وفي وقت مبكر من المساءات. عن نفسي، لن أصوت لهلاند، إذ عليه أن يكمل مرحلة البلوغ أولاً قبل أن يستلم جائزة أفضل لاعب، وأظن أن هذا كان رأي المصوتين أيضاً.
ميسي تغيب عن حفل استلام الجائزة مبرراً ذلك بانشغاله ببرنامج تدريبي مع الانتر ميامي. يبدو أن ميسي، بالتزامه للبرنامج التدريبي، جاد في تحقيق انجازات ملفتة مع فريقه ومنتخبه الأرجنتين في ٢٠٢٤، لذا لا تستبعدوا فوزه بالجائزة مرة رابعة بعد سنة من الآن.