- كتب: الخضر مكرد
في أعماق اليمن، تنبت أمواج الفقر وتتلوى معاناة المهمشين، يعانون في صمت وظلم، محرومون من حقوقهم ومستحقاتهم. يتعرضون للاضطهاد والتمييز في مجتمعهم، وتفتقر الدولة إلى الاهتمام والتدخل لمساعدتهم.
يفتقرون لأي سلطة في أي جهاز حكومي أو مؤسسة في اليمن.
في دهاليز الظلم، ترقد ملفات مشفرة ومغلقة، تحتفظ بتعداد لهم فقط ومعاناتهم، فلم يجدوا البوابة للكشف عنها، وتوثيق معاناتهم يبقى معلقًا في الهواء.. أصواتهم الضعيفة تتلاشى في زحام المظلومين، ويرفضون الصمت وينادون بالعدالة.
ولكن لم يجدُ أذان صاغيه لهم!.
نحن، بصفتنا كتاب، يجب أن نرفع الراية ونتحدى الظلم، وجهنا لوجه، من منطقة الصفر.
يجب أن نكون نحن صوتهم ونناصروهم. نحن نعلم أن الكلمة قوية أذا كانت معى أهل الحق وتكون ركيكة أذا كانت معى الظالمين، وأن القلم قادر على تغيير الواقع.
أنا أحد الشباب من طبقة الأشد فقرًا أقف بثبات أمام القهر والتمييز، وأتحده بصدق وإصرار.
وسأنقل قصصهم ومعاناتهم إلى العالم.
هناك من يعاني من البؤس والمحن، من الكادحين المهمشين ولكنهم لا يجدون طريقة صحيحة للتعبير عنها. يقتحمون الأبواب الخاطئة، يعانون ويلات الجهل والعجز.. نحن نسعى لتوجيههم، ولنكون الصوت الذي ينقل معاناتهم ويعكس حقيقتهم.
يقول هيلين كيلر: “التعليم هو طريقنا للتحرر والتحقيق الذاتي وفيما يتعلق حقهم بالتعليم، نرى فيه سلاحًا قويًا يمكن أن ينقذهم من أوجاعهم ويحررهم من القيود. فالتعليم هو المفتاح الذي يفتح الأبواب المغلقة، وهو السبيل الذي يمكنهم الخروج من القفص الضيق”.
يقول أيضاً نيلسون مانديلا: “التعليم هو أسلحة الساحرة الأقوى التي يمكنك استخدامها لتغيير العالم”.
هناك عدد كبير من الأطفال والشباب والشابات يعانون من ضعف التعليم بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي يعيشونها، يواجهون صعوبات في الحصول على تعليم جيد بسبب قدرتهم المحدودة
على تحمل تكاليف التعليم، وهذا يؤثر سلبًا على فرصهم التعليمية.
يواجه هؤلاء الأشخاص المهمشين الكادحين
من العنصري في المدارس من قبل زملائهم الطلاب.. قد يتعرضون للسخرية بسبب لون بشرتهم أو أصلهم العرقي،أو ملابسهم وهذا يؤدي إلى انعدام الرغبة في التعلم والتركيز على التعليم بسبب التنمر والإساءة التي يتعرضون لها.
عندما يحاولون التعبير عن معاناتهم، قد يتعاملون مع أستهتار من قبل زملائهم أو حتى بعض المعلمين، مما يزيد من حالة التهميش التي يعانون منها.
بالنسبة لبعض الشباب من الأشد فقرًا من المهمشين، فإنهم يروون قصصًا مؤلمة حيث لم يتمكنوا من الحصول على تعليم بسبب الفقر المدقع الذي يعانون منه.. قد يضطرون إلى التخلي عن فرص التعليم من أجل تأمين الطعام والشراب لأنفسهم ولأسرهم الباسه التي تعيش في ظروف صعبة وتعاني من الجوع، تتساقط الدموع من عيون هؤلاء الشباب المهمشين عندما يشاركونا أحاديث حول العلم والتعليم، فقد يعتبرونها حلمًا بعيد المنال.
من بين هؤلاء الشباب المهمشين، هناك العديد من الشباب الطموحين الذين يرغبون في الحصول على تعليم جيد وتحقيق طموحاتهم. ومع ذلك، يعوقهم الواقع المادي الصعب والتمييز العنصري الذي يواجهونه في المدارس، سواء من قبل زملائهم الطلاب أو بعض المعلمين العنصرين الذين لا يدركون أو يفهمون رسالتهم التعليمية.
يجد هؤلاء الشباب أنفسهم يعانون من التفرقة العنصرية والطبقية، وهو ما يعوق تحقيق طموحاتهم التعليمية.
لذا، لنكن كتابًا ملتزمين، يحملون رسالة العدالة والحقيقة. لنرفع أصواتنا معًا، ولننقل معاناتهم للعالم، لنتحد معهم في معركتهم ضد الظلم والقهر، فلنساهم في إشاعة الوعي وتحقيق التغيير، ولنجعل التعليم جسرًا يربطهم بمستقبل مشرق يستحقونه.