يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الثاني، وأعداد الضحايا من المدنيين تزداد كل لحظة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الثالث والثلاثين على التوالي، فيما لا تظهر هناك أي بوادر لوقف النار كهدنة إنسانية، الأمر الذي يجعل الأوضاع في القطاع والتي أصبحت كارثية.. أكثر سوءًا.
وسائل إعلام فلسطينية أوضحت أن طيران الاحتلال شن خلال الساعات الماضية سلسلة من الغارات على عدد من الأحياء، كحي تل الهوا وحي الرمال الجنوبي، والصبر، والنصر، كذلك حي الشيخ رضوان، والزيتون، والشجاعية في غزة، اضافة إلى منطقة الفاخورة في مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع ومخيم النصيرات وسطه، ما أدى إلى سقوط العشرات من المدنيين الفلسطينيين بين شهيد وجريح جلهم من النساء والأطفال.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي، إلى 10569 شهيد منهم 4324 طفلًا، و 2823 امرأة و 649 مسنًا، إضافة إلى إصابة 26475 فلسطينيًا منذ بدء العدوان على القطاع.
وأوضح الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن الاحتلال الإسرائيلي أرتكب 27 مجزرة خلال الساعات الماضية راح ضحيتها أكثر من 241 شهيد، لافتًا إلى أن 49% من الضحايا كانوا من جنوب قطاع غزة، وهو ما ينفي ادعاء الاحتلال الإسرائيلي أنها مناطق آمنة.
كما أكد القدرة في مؤتمر صحافي، تلقي 2550 بلاغًا عن مفقودين لازالوا تحت الانقاض منذ بدء العدوان، منهم 1350 طفلًا.
وقال إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، تواصل استهداف الطواقم والمؤسسات الصحية مما أدى إلى استشهاد 193 كادرًا صحيًا وتدمير 45 سيارة إسعاف، و 120 مؤسسة صحية، واخراج 18 مستشفى و 40 مركزًا صحيًا عن الخدمة جراء الاستهداف ونفاد الوقود، مشيرًا إلى أن المولدات الكهربائية الثانوية اليوم، تعد هي الشريان الأخير في عمل المستشفيات، وتوقفها سيؤدي إلى استشهاد المئات من الجرحى والمرضى.
وطالب القدرة كل من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتواجد داخل المستشفيات لوقف التهديدات الإسرائيلية وحماية ما تبقى من المنظومة الصحية للقيام بمهامها الإنسانية البحتة، داعيًا كل الأطراف إلى العمل الفوري على فتح ممر إنساني آمن، لدخول الإمدادات الطبية والوقود والطواقم الطبية وخروج الجرحى.
من جانبها، حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، من انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، جراء استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي الألواح والخلايا الشمسية التي كانت تزود عدد من المشافي بالقليل من الكهرباء، إضافة إلى نفاد المستلزمات الطبية أمام الاحتياجات المهولة للمستشفيات.
هذا ولفتت الكيلة، إلى أن أكثر من نصف مستشفيات غزة أصبحت خارج الخدمة، وأن الكوادر الطبية في القطاع قد أنهكت تماماً، جراء الاستهداف الإسرائيلي لها، حيث بلغ عدد المصابين من الكوادر الصحية أكثر من 25 ألف جريح، في حين تخطى عدد الشهداء المئات، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالتدخل العاجل لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية وفتح ممرات إنسانية إلى القطاع.