- عبدالرحمن الشيباني
لا يمكن أن تستمر بيئة الانقسام السياسي فى اليمن بهذة الخصوبة التى نراها الآن، على الجميع أن يعمل على بقاء باب الحوار والمصالحة مفتوحا، فلا مناص لليمنيين إلا بالاعتراف ببعضهم، فهم أكثر ما يكونون فيه أحوج من أي وقت مضى للسلام والمصالحة الوطنية.
صحيح أن ميدان المصالح والمنافع أصبح مُشرعاً للعقليات الانتهازية، تصول وتجول بل وتتفنن فى ممارسته دون الإكتراث للدماء التي تسيل على خارطة وطن، تتصلب شرايينه ويُمنع عن الحياة، ويستمر أبنائه فى الاقتتال البيني ومعه تضيع فرص السلام ويترآى للجميع صورة مُحزنة لأطلال وطن يضيع، لكن هذا لايعنى أن يفقد اليمنيين الأمل والتراجع عن خيار السلام هناك تجارب إنسانية ملهمة فى هذا الشأن فلا شئ مستحيل البتة.
فى خضم حالة التّيه هذه يجب أن تكون هناك لحظة استيقاظ وطنية مُنقذة، كما أننا بحاجة أيضا للالتقاء والابتعاد عن الرؤى المنفردة، التى تعطى مقاربة غير صحيحة للواقع السياسي وتجلياته وغرائبياته، بالطبع هذه حالة يمنية خالصة!!، بشكل ملح يرى الكثير من المتابعين للشأن اليمنى أنه لابد أن تتحرك البواعث الوطنية لتجنب المزيد من تداعيات الحرب المؤلمة بعيدا عن التصورات الذاتيةج، التي تنطلق من حيثيات غير منطقية تُراعى (الآخر) وتتجنب التحرش به، ولا تقوى على رفض إملاءاته وشروطه المميتة للذات اليمنية.
بالطبع يجني اليمنيين اليوم ثمار هذا الارتباط العجيب، الذي يصفة البعض (بالتاريخى) يحمل وزره واثقاله الشعب اليمني، جراء تحرك المصالح في طريق متعرج “معتاد” لا يصل إلا لهذه النهاية المفجعة التى نعيشها ونتجرع مرارتها، صحيح أن لا أحد يمارس السياسه ببراءة، ولكن الحقيقة بذاتها أيضا أن الأمر ليس بسياسية بل مُتاجرة بمستقبل ومصير شعب بأكمله مازال يعانى الأمرين.
على مدى التاريخ السياسي اليمنى تتعدد النهايات دون أن تكون أياً منها تفضى للاستكانة والتئام الجرح، والبدء فى تطبيق عملى يرسى مداميك الدولة المنشودة، التى دوما ما يظفر اليمنيين فى النهاية بالخيبات وما أكثرهن، وعطفا على ما سبق علينا أن نبدأ فى أولى الخطوات نحو السلام كما اسلفنا، ونختار أقرب التصورات الممكنةلكى تنتهى فيها كوارثنا، ونحلق فى فضاء آخر لا تُلبدة روائح البارود وأزيز الرصاص.
عبدالرحمن الشيبانى