- محمود ياسين
يدرك الجميع وأولهم المواطن العربي البعيد عن مشاحناتنا الطائفية وتحيزات الخنادق، أن هذا عمل كبير وشجاع، فلتصاحبه أعمال كبيرة من هذه في الداخل.. لماذا تفقدون شجاعتكم والنفوس الكبيرة التي أطلقت الصواريخ وتخفق في اطلاق سراح السجناء، كل السجناء.
ليست مناكفة أو مكارحة أو أن هذه بتلك وأن شجاعة ما تفسدها قتامة نفس في مسألة داخلية، لكنه تساؤل أولا، ثم حث انساني..
أما وقد تصرفت بشأن فلسطين تصرف الكبار فلتكن هذه الشجاعة والإقدام على الأعمال الكبيرة منهجا في الداخل.
اقدموا على قرار كبير بإطلاق سراح الجميع واستبقاء أسرى الحرب للمبادلة بنظرائهم، وليتزامن وصول الصواريخ لإيلات مع وصول السجناء لبيوتهم.
والله لو دخلت القدس ماهم راضيين، لأن هناك احتقان، احتقان صميم وله حيثياته الفعلية، ويفصح عن نفسه بحالة من الأنكار التام، والجدال المفتقر للمنطق، وإن كانت المتاعب والحيثيات منطقية، احتقان ينبغي فهمه وإدراكه واحتمال تبعاته بمسؤولية وشجاعة ويجب قبلها الاعتراف به والتعامل معه وتفريغه “شوف كيف تعمل”.
اقطعوا وعدا ناجزا بمنح كل من يداوم من الثامنة صباحا حتى الثانية ظهرا جميع حقوقه، من الآن وليس من ألفين وسبعتعشر..
هي هكذا فلتكن حالة ومنهجا واحدا في الإقدام على قرارات غير متوقعة لكنها مسؤولة وتتطلب مزيجا من الشجاعة والعقلانية.
هذا هو وقتها، قم بما عليك من طرف واحد..
كن جيدا في كل مساحات قدرتك، وأطلق حيث تطال يدك، أطلق الصاروخ، والسجين، والراتب.
الانتصار: مسألة توقيت.
وإن لم يكن بدافع إنساني عقلاني فلتكن ألف باء السياسة والحرب، التي تؤكد بديهيا أنه وأثناء مواجهة عدو خارجي عليك امتصاص الاحتقان الداخلي.. قاعدة عامة.