إمتدادا لمسلسل استهداف أهالي الصحفيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة منه لإسكات صوت الحقيقة وتغييب جرائم الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة.. استشهد، مساء اليوم، عدد من أفراد عائلة الزميل وائل الدحدوح مراسل “قناة الجزيرة” بمن فيهم زوجته وابنه وابنته جراء عدوان إسرائيلي أستهدف منزلهم مباشرة والذي كانوا قد نزحوا إليه جنوب غزة.
وكان بيان صادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، سبق وأوضح أن عشرات من أهالي الصحفيين الفلسطينيين قتلوا بصواريخ الاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر الجاري وأدت لاستشهاد 19 من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام.
كما أشار تقرير صادر عن لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الاحتلال قصف نحو عشرين منزلا يقطنها صحفيون وعائلاتهم، ما أدى إلى استشهاد 12 داخلها مع عائلاتهم، وأصيب البعض الآخر بإصابات دامية كما حدث مع الصحفي في إذاعة صوت الآسرى أحمد شهاب، الذي قصف منزله واستشهد معه زوجته وأولاده الثلاث.
وكذلك الصحفي الحر أسعد شملخ ونحو خمسة من أفراد اسرته، بينما مكثت الصحفية الزميلة اسلام ميمة وزوجها وأطفالها الثلاثة هادي وعلي وشام لثلاثة أيام تحت الأنقاض قبل أن يعلن عن استشهادهم جميعا في قصف منزلهم بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأضاف بيان لجنة الحريات بالنقابة أن الزميل عصام بهار أستشهد مع زوجته نتيجة قصف منزله، وكذلك الزميل محمد بعلوشة مع ابنته وبعض أقاربه، والزميل محمد أبو علي وابنه محمد، والزميل عبد الهادي حبيب أستشهد مع حماته نتيجة قصف منزلي أيضا، بينما أستشهد الزميل خليل أبو عاذرة مع شقيقه بفعل غارة صاروخية.
كما أن قصف منزل الصحفي فراس الشاعر قد أدى إلى إستشهاد نحو سبعة من عائلته في حين نجا هو من القصف، وطالت الغارات الجوية المكثفة منزل لعائلة المصور الصحفي علي جاد الله في حي الرمال، وأسفرت عن مقتل إثنين من أشقائه وثلاثة من أقربائه، فيما بقي عدد منهم تحت الأنقاض، وقد وثق الزميل جاد الله عبر الفيديو جثمان والده في المقعد الخلفي لسيارته وهو يذهب وحيدا لدفنه، وكذلك الأمر مع الصحفي مثنى النجار الذي أستشهد نحو عشرة من أعمامه وأنسبائه نتيجة قصف صاروخي على منازل العائلة، والزميل حازم بن سعيد الذي الذي أصيب بينما أستشهد ابنه وابنته ووالديه وشقيقه وزوجة شقيقه وبقي بعض أفراد اسرته تحت الأنقاض.
في حين ودع الصحفي خالد الاشقر زوجته الهولندية التي استشهدت بقصف المنزل وهو يغطي بالأحداث، والزميل الصحفي مؤمن الطلاع من صحيفة الحياة الجديدة أصيب بجراح في تدمير منزل عائلته في النصيرات وسط قطاع غزة، فيما استشهد أولاده ووالدته وأعمامه.
هذا وقد رصدت اللجنة العديد من منازل الصحفيين الذين تعرضت منازلهم للقصف الصاروخي، وكانت مخلاة مثل منزل الزميل رامي الشرافي مدير إذاعة زمن، والزميل باسل خير الدين مذيع قناة القدس اليوم، ومنزل عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين وليد عبد الرحمن.
ونوه التقرير إلى أن ما تم رصده لا يمثل الحقيقة كاملة لأن كل المؤشرات تدل على أن حجم الخسائر أكبر من ذلك بكثير ولكن هناك صعوبات كبيرة في عملية رصد وتوثيق الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بفعل غزارة القصف الصاروخي والمدفعي واستمراره مما يحجب الكثير من المعلومات وخاصة أن هنالك أعداد كبيرة من السكان ما زالت تحت الانقاض، إضافة لصعوبة التواصل مع أفراد أو جهات لانقطاع التيار الكهربائي والانترنت وإغلاق كافة مداخل ومخارج قطاع غزة وعزله عن العالم، ورحيل البعض بعيدا عن المنازل.
وأكد البيان على موقف النقابة بمطالبة الاتحادات الدولية والعربية والإقليمية المختصة بحقوق الإنسان والعمل الإعلامي بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه هذا الشكل الإجرامي من إرهاب الاحتلال الاسرائيلي الذي يستهدف الحقيقة ويعمل بدموية لقتل الصورة والصوت من قطاع غزة بغرض الإمعان والاستمرار في المجازر بحق السكان والمدنيين.