- كتب: عزالدين العامري
من المتعارف عليه عند الكثير من الكتاب والصحفيين والأدباء وحتى عند بعض المهتمين أن هناك تابو أو ممنوع، يتهرب الكثيرون منه أو من الخوض فيه، ويكاد يكون هذا التابو على شكل مثلث متساوي الأضلاع أعمدته هي الدين والجنس والسياسة.. ومع ذالك سنحاول هنا الحديث عن الجنس وايحاءاته في بعض الأمثال الشعبية اليمنية، وهي محاولة قد تكون شائكة وقد تفهم بمعنى آخر لأننا بمجتمع محافظ ما أن يقرأ مفردة جنسية أو إيحاء جنسي حتى يتهم صاحبها بالسفه وقله الأدب وغيرها.. ورغم ذالك ماسنعرض من أمثال جنسية هي من نتاج هذا المجتمع المحافظ أو من يدعي المحافظة وفي مجملها ننقل لنا تجربة الأجداد وخبرتهم وثقافتهم ففي المثل الأول والذي يقول:
“محد يعير زبه ليلة عرسه”
وهو مثل جنسي واضح لامواربة به وإن كان المقصود به أنه لا يمكنك تعير حاجتك وانت بأمس الحاجة اليه..
وفي المثال الثاني يقول المثل:
“اللي ماتعرفش تتبخر تحرق استه”
والمقصود به أن الخبرة مهمة في كل شيء حتى في التبخار، وهي العملية السهلة التي تقوم بها المرأة كل يوم.
وفي المثل الثالث:
“مثل الذي تفجع استه (بحلبان)” ،
وهو ما يسمى ببعض المناطق العفاية ويقال لمن يكثر بالتهديد والوعيد ولا يفعل شيئا.
وفي المثال الرابع والذي يقول:
“الذي يستحي من بنت عمه ماتحبلوش”
ويقال هذا المثل لمن يستحي، من يكثر بالحياء ويستحي من أخذ حقه، والجنس في هذا المثل موارب وغير واضح ولا تحمل مفرداته عبارات نابية أو اسم لأحد الأعضاء التناسلية أو ماشابه لكنه في الأخير مثل له مدلول جنسي.
وفي المثل الذي يقول:
“قالت ليش هذه الضجة واللمة قالت كله على خراب إستك يابنتي”
هذا المثل الذي فيه من الحوار والدرامية بين البنت وأمها الكثير والكثير من العبره والدلالة، لاننا قد نفرح بأشياء وهي في الواقع تاتي عكس مانريده، وقد يكون هذا المثل نقد خفي للزواج المبكر كظاهرة اجتماعية ونقد للواقع برمته.
وفي المثل:
“لا تأمن أبو الخزقين ولو كانت من الكسب”
في هذا المثل تتجلى الثقافة الذكوية المتسلطة والمتششكة بنصف المجتمع وهي المرأة، ولذا تجده يحذر الرجل بأن لايأمنها ويزيد على ذالك بمقارنتها بالكسب.
وفي المثل القائل:
“كل زبيبة وبطيزه عودي”
يبرز هذا المثل شيء واحد، وهو أنه لا أحد يخلو من المشاكل ومن الهموم، ولو أخذنا المثل القائل عراب صرور سنجد أن هذا المثل يتحدث عن الفوضى والغوغائية التي نعيشها وعدم تفريقنا في صياح هذا وصياح ذالك من هو الذي يملك الحق ومن يدعيه..
ولو نظرنا المثل القائل: “بالبصر تعرب العنصر” ، والعنصر هنا العصفور سنجد أن هذا المثل يحثنا على الصبر وبالصبر وحده تستطيع تحقيق المستحيل، وهذا المثل كثير الاستخدام لسهولة مفرداته وقصرها ومدلوها الكبير.
أما إذا أخذنا المثل القائل:
“من تباهى بإسته ماتت نفاس” ،
فهو يحرضنا على عدم التباهي والتفاخر لأن للتباهي عواقب وخيمة تعود على المتباهي بالضرر البالغ الذي قد يؤدي إلى الموت.
وفي الاخير لايسع المرء إلا أن يقول هناك الكثير والكثير من الأمثال الشعبية التي يمكن الاستدلال بها هنا لكني أكتفي بهذا القدر.