- كتب: محيي الدين سعيد
آخر ضحكة ملائكية افتقدها اليمنيون من لقاء بين الحمدي وسالم ربيع علي..
كان مساء تهاميا بإمتياز وأنا في قلب المطراق.. حيث يتجمع عدد من بائعي الفواكه تفاح وبرتقال وموز من أجود الأنواع وأضواء تزين المطراق ومفارش البائعين وهناك بائع اللبن التهامي بالعتمة ظل لسنوات..
كانت التفاحة بريال والبرتقالة بريال، الدرزن بعشرة ريال ظل هذا السعر لسنوات طويلة..
كنت ذاهبا لشراء العشاء من مطعم الأخوان الذي ظل لنصف قرن في ذلك المربع من المطراق في مدينة الحديدة..
تناهى إلى سمعي أيوه هكذا تناهى ِِِِ…
مقتل إبراهيم الحمدي.. كان مساء حزينا للغاية بين الناس أشعر به حد الآن..
شعرت بحزن أبي علي سعيد أكثر وأكبر.
مازال في ذاكرتي زيارته لمدينة الحديدة رفقة الشيخ زائد قبل شهور للحديده.. كنت طالبا في سنه ثانيه إبتدائي بمدرسة الزبيري..
أصطففنا نحن الطلاب في المقدمة كان حلم حياتي رؤية الحمدي ومر بجانبنا كأنه ملاك بل أنه كذلك..
لم نلتفت لمن معه..
كادت أيدينا تلامس يديه من الفرح.. وأرواحنا تحلق بجواره.
في المساء أكتظ ميدان العلفي لسماع خطبة للحمدي.. أغلق جميع تجار المدينة محلاتهم طواعية صغيرهم وكبيرهم..
أذكر تلك الليلة كأنها الآن تمر كشريط سينمائي جميل.
كنت بصحبة أبي حفظه الله يدا بيد..
في الليالي التالية شعرت بحزن الناس وكأنه أباهم وأخاهم وقائدهم وضميرهم هو من مات..
أنظروا لهاتين الإبتسامتين وكفى بالله حسيبا.