- محمود ياسين
يخبر الموسم الخريفي نفسه أشياء مشجعة للذات الطقسية
نوع من تحفيز قدراته المعروفة، وأنه قادر على دفع أحدنا للكآبة وماشابه..
تسلل أيها البرد بحماسة أو لؤم وعدوانية من يفرك يديه استعدادا لتبديد ابتسامة الكائن ودفعه للتعاسة وجنون الارتياب.
أنا من متكئي ابتسم، أبتسم لهذه الحماسة الطقسية الأقرب لعدوانية قاطع طريق ضل طريقه..
انتشي أكثر واتفاقم وأتعرق وأضع مجرة درب التبانة قبالتي، أهزء من تحولاتها وثقوبها السوداء، وقد استحلت بوضعيتي هذه لكتلة بهجة ستتحططم عليها موجات التعاسة ونذر الشتاء، حتى انني انفض رماد سجارتي على أخبار منتحري حلول الشتاء في أوروبا،
الآنسي لدي رفقتي يغني: أغار على خدك من لمس كفك..
وكلما اضطرم جحيم ما من أفق الزمن والتوقعات أخمده بشربة ماء باردة ساقعة في الحلق مثل يقين في روح متصوف وصل مقام الوجد.
أستعيد في الدقيقة التالية مزاج المراهق المتخفف من بؤس الإمعان وأطفئ سجارتي بعين التوحش..
لقد تخطينا هذا أيها الوقت، ابحث لك عن هشاشة ساذجة تمارس معها غرابة أطوارك..
يراكم أحدنا خبرة تحويلية عاطفية، بما يكفي لإحالة حس الاغتراب الداخلي الذي يهب مع قدوم الشتاء إلى إحساس غرابة وجودية تجعل كل متعذر ممكن وفي المتناول، تلك الغرابة الباعثة على جسارة قضم أنوثة الحياة، والتي كانت مطمورة تحت قوالب النمطي والمعتاد، يتجدد الكائن الخبير بهكذا عملية إعادة إنتاج لأطرافه بما ينسجم وهبات الغواية..
اضطرم يا صديقي، واستدعي دهاليز شتاءات ماضيك وبادل العشيات تلك القبلات المحمومة والمسروقة من صمم الشتاء ووجل الأبواب المغلقة..
اضطرم، أنت إزاء وعيد الوقت مجرد اضطرام مختل أو موتة حكيمة.