- عبدالرقيب مرزاح يحيى الوصابي_ شاعر وناقد يمني.
- من مواليد 1980 م _ كبود _ وصاب العالي _ محافظة ذمار.
- بك آداب لغة عربية _ كلية الآداب _ جامعة صنعاء _ 2004 / 2005م.
- تمهيدي ماجستير _ كلية الآداب 2005 / 2006م.
- متزوج و أب لأربعة أولاد.
- أصدر مجموعة من الكتب النقدية والإبداعية:
1_ سبر الأغوار مقاربات نقدية في خطاب الرواية اليمنية الحديثة.
2_ شطرنج المتعدد مقاربات نقدية في اشتغالات الأديب والشاعر اليمني / علوان الجيلاني.
3_”مرايا النسور” مجموعة قصصية صادرة عن منشورات مواعيد 2023م.
4_ تحقيق كتاب ” تجهيز الجيوش السلطانية في فتح الجهات الوصابية ” بالاشتراك مع الباحث / قحطان شهاب. - كتب لمجموعة من الصحف والدوريات والمجلات المحلية و العربية..
- * يعمل حاليا في مجال التعليم الثانوي _ بمدارس المهضة الحديثة _ صنعاء ..
- عضو اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين.
بدورنا ألتقيناه وكان لنا معه هذا الحوار..
حاوره عزالدين العامري
- في البداية سأسألك السؤال التقليدي التعريفي من هو عبدالرقيب الوصابي الإنسان؟
إنسان بسيط وقارئ نهم ، يهوى القراءة والأجواء المصاحبة للمعرفة، و يجد التحقق الذاتي حين يسهم في هذه الفضاءات الشاسعة، تأثرا وتأثيرا، وهو في المقابل إنسان أضاع الكثير من فرص الحياة بسبب انجراره وراء عوالم القراءة والكتب، يعيش الحياة ببساطة، لا يحب التكلف أو التعقيد ، متعلق جدا بمن حوله، يحب الآخرين ويسعى بجدية للتكامل معهم لا التفاضل عليهم، لا يرتضي العيش معزولا عن الناس أو تمضية الحياة وفق حس طفولي أناني، وبسبب ذلك أحب أن يعيش آلام الآخرين وأن يشاركهم حمل المتاعب ويقاسمهم تكاليف الحياة اليومية، ولعله بذلك أضاف آفاقا إلى آفاقه، ونفوسا إلى نفسه، طموح و تسكنه أحلام كبيرة، يود تحقيقها بعيدا عن المصالح الضيقة أو الأنانية المفرطة، وأحلامه تلك لا تودي بالآخرين ولا تلحق أي ضرر بهم ، لأنها أحلام إنسانية النزعة، عالمية المبدأ و الاتجاه.
- لديك اكثر من كتاب نقدي لماذا أخترت الإصدار في الجانب النقدي ولم تصدر ديوان شعري هل لأنك تحب أن تكون ناقد أكثر من كونك شاعر أم لماذا؟
اختيار البدء من النقد لا يمثل أي اختيار أساسي للاشتغالات الكتابية التي أنجزتها فيما مر من الزمن، أو تلك التي أعود إليها بين الحين والآخر بقصد إنهائها، كل ما في الأمر أني بدأت من المنعطف الذي أشعر بمدى افتقار المشهد الثقافي اليمن إليه، فما أحوج المشهد الثقافي للدراسات النقدية الجادة التي تخصِّب الإبداع وتثريه، من هذا المنطلق كانت البداية من زاوية الدراسات النقدية في أربعة كتب هي “سبر الأغوار في خطاب الرواية اليمنية الحديثة _ شطرنج المتعدد في تجربة الكاتب والشاعر اليمني / علوان الجيلاني _ مواجهة النص مقاربات نقدية في تجارب شعراء الألفية الثالثة وأما الكتاب الرابع والذي أنهيت اللمسات الأخيرة منه قبل أيام من استلام محاور اللقاء هذا فهو كتاب ” استراتيجية الكتابة الإبداعية ” السردية والشعرية “، ولكن هذا لا يعني الاكتفاء بالمقاربات النقدية وحصر الذات في هذا المسلك، على العكس من ذلك، وربما في الأيام القليلة القادمة سأدفع بمجموعة قصصية للنشر عبر منشورات مواعيد، كما أطمح إلى استكمال ثلاثية روائية، بين الحين والآخر أعود إلى إعادة تحرير صياغة بعض الفصول في هذه الثلاثية الروائية ” الخديعة _ المعتوه _ الطريق إلى الموت ” .. علاوة على ما تم ذكره، ثمة تحقيقات تاريخية أنجزتها مشاركة مع مجموعة من الأصدقاء الباحثين في موسوعة وصاب التاريخية.
- في كتابك شطرنج المتعدد اخترت الكتابة عن شخصية أدبية متميزة وهو الشاعر والناقد علوان مهدي الجيلاني لماذا علوان الجيلاني دون غيره وماذا يتميز عن أدباء جيله؟
سبب اختياري للعنوان المشار إليه “شطرنج المتعدد” يأتي من زاوية التوافق بنية العنوان مع طبيعة توزع الاشتغالات النقدية بداخل الكتاب، إذ قصدت الدراسات النقدية المشكلة مادة الكتاب، الاحتفاء بتجربة إبداعية يمنية متعددة الاهتمامات، فكان من الضروري الكشف عن سر هذا التعدد ورصد تحولات الكاتب المحتفى به و المكتوب المتعدد، هذا التعدد الذي يفصح عن آلية وإيقاع منتظم وراء هذه التنقلات في أكثر من اتجاه ” الشعر _ السرد _ النقد _ الموروث الشفاهي _ التصوف ” ووضع هذه المنجزات الإبداعية والنقدية تحت مجهر التدقيق النقدي لاكتشاف روافد هذا التعدد وصولا إلى رصد دقيق ومحكم يفصح بما يحسب لهذا المثقف المشروع وما قد يحسب عليه في السياق ذاته.
وفي هذا الاتجاه أستطيع القول _ ببساطة _ دون أي مواربة أن الجيلاني استطاع بمجموع اشتغالاته المتعددة أن يضع كل مؤسسات الدولة الأكاديمية والثقافية وكذلك مراكز الدراسات والبحوث في خانة اليك، فقد أتى بمفرده بما لم يستطع الآخرون الإتيان به، فما قام به من جهود في سبيل التوثيق و التنوير، إنما كان من المفروض أن تقوم على إنجازه، كل مؤسسات الدولة بجامعاتها ومراكز أبحاثها، ولكنها حين فشلت عن إنجاز ذلك، وجفت في سبيل تحقيق ذلك كل مقدرات الدولة، أنبرى لإنجاز ذلك العبد الفقير إلى عفو ربه الكثير بمعارفه وروافد تكوينه علوان الجيلاني.
- سيصدر لك قريبا مجموعة قصصية تحت عنوان مرايا النسور حدثنا عن هذه المجموعة ولماذا أخترت لها هذا العنوان؟
هي مجموعة قصصية، كتبت قصصها في فترة زمنية قياسية رغبة للمشاركة في إحدى المسابقات التي تمول طباعة العمل الإبداعي، بمعنى أني كنت أمام تحد محكوم بفترة زمنية محددة، وبعد الانتهاء من تحرير تلك القصص، كانت الصدمة، إذ فوجئت عند العودة لقراءة بروشور المسابقة، بأنه لا يحق لي المشاركة لسبب بسيط أني قد تجاوزت العمر المحدد للمشاركة في هذه المسابقة، بالفعل كانت صدمة لكني كنت قد أنجزت عملا إبداعيا في لحظة فارقة علمتني معنى الالتزام، وهي مجموعة من القصص التي عالجت أهم القضايا التي بدأت تطفو على السطح، محاولا الإفادة من التراث الشعبي ذات الصلة بمدى قدرة النسور على التعرف السريع على الأماكن التي تستجد فيها الجيف، علاوة على محاولة الإفادة من الإيحاء الرمزي للأسطورة الشعبية و ما تحيل إليه من قدرة على استشراف المستقبل.
- حدثنا عن كتابك مواجهة النص مقاربة نقدية في الشعر الألفيني، بما انه لك كتاب حول الشعر الألفيني ماهي مميزات هذا الشعر الألفيني وما هي عيوبه؟
إن الشعر اليمني اليوم يدشن مرحلة جديدة من مراحل تطوره ونموه ، فهو لا يغادر خيامه التقليدية فحسب، وإنما يسعى إلى ثورة في الرؤية وطرائق التعبير والفهم وهذا لا يعني أن الجديد منقطع الصلة مع القديم، بل على العكس من ذلك تماما إذ تمتد الصلة بينهما وكلاهما يتجه نحو المستقبل في حركة مستمرة بحيث تتجاوز الشكلية والصنعة باتجاه الحياة وعنفوانها وسخونة الراهن، وبذلك تسعى القصيدة الشبابية في اليمن باتجاه مناخات جديدة وحياة جديدة بحيث يكون الشعر بمستوى هذه الحياة، وهنا لا تكون الحداثة مجرد شكل معين أو مضمون معين وإنما يتحقق بمدى تماهي القصيدة مع الواقع المعاش، وتظل في صيرورة دائمة وتحول مستمر، و في ” مواجهة النص ” أحاول رصد عدة شعريات تظهر في مدونة الشعر الألفيني محاولا رصد فضاءات التجاور و التباعد في التجارب الشعرية الشبابية.
بالنسبة للإجابة عن مميزات هذا الجيل الشعري و كذلك سرد أبرز عيوبه، أتوقع أن الحديث عن ذلك يحتاج إلى مساحة أطول من فرصة هذا الحوار، ولذلك فمن المناسب أن أترك الإجابة عن هاتين النقطتين حتى صدور الكتاب ، حينها سيجد القارئ إجابة شافية عن السؤالين بهذا الخصوص.
- بما أنك شاركت كمحكم في العديد من المسابقات الأدبية التلفزيونية هل أستفدت من كونك محكم وهل أنت مع النقد التلقائي والسريع وماذا يستفيد المشارك بهده المسابقات وهل بامكان مثل هكذا مسابقات ن تخلق شعرا..؟
مثل هذه المسابقات الجماهيرية لا تخلق شعرا أصيلا، ولكنها متى سلمت من الإملاءات والمؤثرات غير الأدبية التي قد تفرض على لجان التحكيم، فإنها حتما سيكون لها دور في احتكاك الشاعر بتجارب الشعراء الآخرين، كما أن جماهيرية هذه المسابقات ستعمل على خلق أجواء ثقافية تشرك أفراد المجتمع في صناعة الفعل الثقافي، حتى لو كان التأثير بطيئا بعض الشيء، لست مع النقد التلقائي ، فالنقد ياصديقي علم له ضوابطه ويتكئ على مجموعة إجراءات تعين على سبر أغوار العمل الأدبي وتسهم على استبطان خفايا النص الأدبي والكشف عن جمالياته الأمر الذي سيؤدي فيما بعد إلى الارتقاء بالذائقة الجمالية لدى أكبر عدد ممكن من الجماهير.
- ظهرت في الشهور الأخيرة عدد من دور النشر مثل مواعيد وعناوين وغيرها هل ستساهم مثل هذه الدور في انعاش الواقع الثقافي؟
حتما اتساع نطاق دور النشر سيساهم إلى حد كبير في إنعاش الواقع الثقافي، لاسيما في هذا التوقيت السيء من تاريخ اليمن، فحين يبتكر الآخرون صناعة الموت، نجد القائمين على دور النشر يبادرون إلى صناعة الكتاب وتجفيف كل روافد العنف والتطرف الفكري والديني، وصناعة الكتاب بدورها ستغير ملامح الحياة وتضبط المعادلة الخطية للحاضر الراهن والمستقبل المرتقب.
- ثمان سنوات من الحرب الظالمة هل أثرت على الواقع الثقافي أم لا وهل أصبح لدينا ما يمكن تسميته بأدب الحرب؟
الحرب اللعينة أثرت وتؤثر بشكل مستمر على الواقع الثقافي، إذ يتجلى تأثيرها في سحب بساط التأثير من تحت يد المثقف، إذ تدور الدوائر بين الساسة / الأعداد في ظل غياب صوت الثقافة والعقل، لكن هذه الأجواء المصاحبة للحروب سيكون لها دورها الفاعل في إظهار العديد من المصنفات و الأعمال الإبداعية، التي يحاول مبدعوها وضع معالجات للخروج من عنق الزجاجة عبر مساءلة الذات و التراث، ونقد الواقع و الوقوف على أبرز أسباب الأزمة التي أوصلت الأخوة / الأعداء إلى الاقتتال والتناحر بوحشية مؤلمة، بالنسبة لأدب الحرب أكاد أجزم أنه يتشكل يوما بعد يوم في سائر الأجناس و الأنواع الأدبية.
- لو أصبحت وزيرا للثقافة ما الذي سوف تقوم به؟
سأقوم على تحويل كل مظاهر الثقافة إلى سلوك يومي معاش، كما سأقوم بالاهتمام بالطفولة والأجيال الجديدة، كما أني لن أكتفي بتنفيذ الفعاليات الثقافية في العواصم والمدن لكنني سأمضي قدما إلى الأطراف والقرى، كما أني سأحرص على إعادة الاعتبار للعقل / القوة المغيبة، و الأهم من هذا وذلك أسعى إلى تقويض فكرة الطبقية ومحو أثرها من أعماق أبناء الوطن الوحدة، ربما أغدو من خلال ذلك قادرا على تجفيف كل منابع العنف و التطرف، وتهيئة المجتمع للتحليق صوب مدائن العلم والمعرفة.
- كلمة أخيرة تريد قولها..؟
أتمنى أن أكون عند حسن الظن، كما أشكرك صديقي العزيز على إتاحة هذه الفرصة التي أرجو أن أكون قد وفقت ولو قليلا في الإجابة عن المحاور المطروحة.