- حسان الأهدل
ضاق عُنق الزُجاجة،
لم نعد نستطيع التنفس بـحرية
إختنقنا.. ضاق المدى،
الأكسجين يستنشق نفسه
يكاد أن يسحب الهواء المنحبس في صدورنا، المُبقينا على قيد الحياة.
ضاق الخناق،
أكاد أجزم أننا كُريات لا هواء بها، كُتلة هولامية!
نرجسيون بلا روح
عطريون بلا زجاجة
أشكالنا أقبح من القوالب
اسماؤنا بلا تحديد ومعنى.
نصلب الله في أجسادنا
مادة لا روح؛ نمقت الأزهار ونعبد الحجارة الملونة.
لسنا مفهومين ولا غامضين
لا الجنون أصابنا ولا العقل
المنطق المُعمم لا نراه
وترنو المصائب نحونا ونعجبها وتُعجبنا.
نرتدي التفاهة لنصنع منها قصة أو فرحة مؤجلة.
أصبحتُ أبصر بعين قصيرة، أتحسس الأشياء والألوان والكلمات المراكمة عشوائياً أو المُرتبة وأمر دون أن يلمسني شعور ما.
أصبحتُ حزيناً كـ اسِرَّة الموتى، نشتاق لمن كان يسكُننا ولا نشتاق لشيء في آن واحد، مُتذبذبو المشاعر والمزاج.
ما نريد! لا نعلم.
ربما موت مفاجئ أو تغير جذري في حياتنا ووضعنا الحالي.
ربما نريد كل شيء و لاشيء؛ كصرخة تفيق غفلتنا و تُفزع حزننا الجاثي على قلوبنا ككابوس!
نحن لا نريد شيئاً مستحيلاً؛ ولا نعلم ما نريد أساساً!
متخبطون كالسكارى من شدة الوجع.