- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الخامسة
حين تكتب سيرة حياتك وتجعلها مشاعة للمتلقين تعد مجازفة وخصوصا في المجتمعات المحافظة وحيث يتفشى الجهل والأمية حين تتوخى الجرأة والمصداقية في كشف غوامضك واسرارك المتعارضة مع طوباوية المثل والقيم السائدة، ويظل ثالوث التابوهات هو السيف المصلت على عنق الكتابة في كافة الأشكال الأدبية ومن ضمنها السيرة الذاتية.
من الملاحظ غياب شبه تام للسير الذاتية النسوية حتى في بعض المجتمعات التي نالت فيها المرأة حرية واستقلالية نسبية ومركزا نديا للرجل. فمن الطبيعي أن بطريريكية المجتمعات تهمش المرأة وخصوصا مجتمعاتنا العربية والاسلامية التي مازالت تحرم المرأة من الأرث و تعتبرها منقوصة العقل والانسانية.
وقفزا على السياق السابق لابد من الاشارة الى أن السيرة الذاتية يجب أن تتعامل مع الجديد
والحديث والمعاصر في مجالات الفكر والثقافة وتكون سلسة السرد وتكون بسيطة الاسلوب واللغة سهلة وواضحة ذات هيكلية وحبكة محددة تحتوي على اثارة وجذب انتباه من خلال صراعات داخلية وخارجية، وتكون صريحة وجريئة البوح لذا لم تنل نصيبها من الانتشار في مجتمعاتنا حيث الانفصام وتعدد شخصيات الشخص الواحد.
تتبع غدا الورقة السادسة.