- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الرابعة
السيرة الذاتية فن أدبي يترجم الداخل للخارج أي ترجمة النموذج الذاتي للنموذج الجمعي وتتبلور أهميتها في الجرأة على البوح والاعتراف في محيط يتصنع الفضيلة والمثالية ولذا أصدق النماذج هي التي تصطدم مع السائد والمألوف وتقدم الحقائق التي لم تكن بالحسبان في سيرة السارد وهي في اصطدام مع معايير المجتمع وجرأتها في نقد المؤسسات الاجتماعية وكشف المستور.
السيرة الذاتية اعتراف واقرار وشهادة للتاريخ والأجيال وهي تستعطف المتلقي في القبول بصورة المثال الذاتي الذي يقدمه السارد بصورة اريحية ومشاركة وجدانية. وكون السيرة الذاتية من أدب الاعتراف فهي تهدف الى كشف الصورة السيكولوجية العامة للانسان واعادة تشكيل الموقف والحياة عبر الغوص في أعماق الذات وسبر أغوارها.
السيرة تاريخ وفن فالسرد تاريخي والصياغة فنية وهي فن وأدب الاتصال بين الفرد وذاته وهي مرآة الذات ووسيلة تثقيف وتثاقف.
السير الذاتية للمشهورين هي الأكثر اقبالا على القراءة عند جمهور المتلقين كونها تكشف الخفي والمستور من خباياهم وهي شيقة لكاتبها وقارئها كونها فن المكاشفة والبوح وسبر الغوامض والمجهول.
تتبع غدا الورقة الخامسة.