- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثانية
السيرة الذاتية يتحدث فيها السارد عن تفاصيل حياته بعاطفة وحقائق فيتطرق لنشأته وحياته العائلية واسفاره ومغامراته وأي صراع داخلي يكتنفه. إن كاتب السيرة الذاتية يتحدث مباشرة الى القراء واحفاده والأجيال الجديدة راسما لوحات حياته كي يعتبروا أو يفتحروا ويهدف ألى تقديم تحفة أدبية لهم كي يخلد نفسه ويسهم في تنوير الناشئة حيث تدمج السيرة الذاتية التاريخ جنب إلى جنب مع الأدب ويشركهم بانتصاراته واخفاقاته والدروس التي تعلمها من مدرسة الحياة. ويهدف لتقديم متعة وإلهام في قصص وحكايات واحداث حياته وكذلك مد جسور التواصل بين الأجيال كهدف رئيسي من اهداف كتابة السيرة الذاتية.
السيرة الذاتية عمل أدبي يقاس بما يحدثه من أثر لدى المتلقيين وليس بمعيار صدق المحتوى لأن صدق السيرة الذاتية لا يمكن قياسه حيث يتدخل الكاتب في اخفاء المثالب وتكبير وتضخيم المواقف والسمات الايجابية، فالصدق مهما تم مراعاته يظل محاولة وصدقا نسبيا فقد ينتابه النسيان فالحقيقة في السيرة الذاتية تخضع للمنطق الفني الذي يحاول فيه الكاتب أن يخلق أثرا من خلال إلباس الواقع قميص الفن وبمعيار انساني يجرد السيرة الذاتية من ذاتيتها وينقل الماضي من سياق الذكريات الى عنصر فاعل في الحاضر والمستقبل.
تتبع غدا الورقة الثالثة.