- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة التاسعة
المذكرات متعة لمن يدمن قراءتها لأنها تقدم علوما وفنونا شتى بين دفتي كتاب واحد، فهي تقدم التاريخ وعلم الاجتماع. والانثروبولوجيا والوسائط التربوية وواقع الفنون والأدب والسياسة في لحظة ما وفي مجتمع ما، لذا هي قراءة ممتعة وشيقة وخصوصا المذكرات التي كتبها شخصيات لها باع طويل في مجالها وذات تجربة عميقة وطويلة.
والمذكرات تعامل من قبل النقاد نفس التعامل الذي تعامل به السيرة والسيرة الذاتية لأنها تنتمي لنفس الفصيل السردي الأدبي ولها كافة العناصر والمكونات.والمذكرات عصارة تجربة حياة تستفيد منها الأجيال ويستفيد منها الباحثون والمحللون للبنى الاجتماعية او السياسية أو مصححو الوقائع التاريخية، ويفلح الكتبة الذين يدونون يومياتهم حيث تتسهل عليهم سرد المذكرات واحداثها بكل يسر ودقة.. لذا تدوين اليوميات يجب أن يكون سلوكا يوميا يتعلمه الناشئة في مدارسهم وخصوصا في اليمن لأن تاريخنا مبعثر ومذكراتنا شفهية ولنا خصومة مع التدوين.
من الملاحظ أن أحداثا جساما مرت على اليمن واليمنيين ولم نقرأ مذكرات أو يوميات إلا في النادر فمثلا : حرب وحصار السبعين حروب المناطق الوسطى، أحداث يناير، حرب 1994, ساحات التغيير والحرية، الحرب الدائرة منذ 2014, أزمة كورونا، حصار تعز، الدراسة الجامعية، الاغتراب خارج اليمن، تجربة النزوح، العمل الدبلوماسي، تجربة مطرب، تجربة شاعر، يوميات مقيل، هذه ومضات نأمل من الجيل الجديد ألا يكرر كسل الأجيال التي سبقته.
تتبع الورقة العاشرة والأخيرة