- عبدالرحمن بجاش
قال: يا عبدالرحمن بجاش، أصدر طبعة جديدة من الجزء الأول ..
قلت: لأن الكمية نفدت ؟
قال: لا ، ولكن لأنني نسيت العميد علي العنسي
كان وفيا وأصدر الطبعة الثانية، أهدانيها وفي المقدمة شكر للدكتور المقالح والأستاذ الزرقة وأنا ” لأنهم كتبوا عن الجزء الأول” ..
ألو ياعم علي، كيف حالك
يصيح بصوته الجهوري:
أهلا يا ابني وابن صديقي
قلت:
هل وصلك كتاب العم محمد عبدالواسع الأصبحي ؟ وحكيت له ماحصل
قال:
لا ، أنا أرجوك ، كان الرجل يصيح:
الله والوفاء في الأصبحي
لم أجد نسخة ألا نسختي، فذهبت بها إليه ..
العميد وهو من أنبل الرجال وأوفاهم على الاطلاق، فتح على ماكتبه عنه، أحتضن النسخة وراح يبكي ويخلط دموعه بعبارات متقطعة عن وفاء الخويل …
قلت ياعم محمد ماذا فعل لك العنسي ؟
والعنسي كان ذات يوم في التربة، ويحمل لها ولأهل الحجرية حبا وذكريات لاتعد ولا تحصى..
قال:
أنقذني من الإعدام أول الثورة.
” الخويل ” أصدر الجزء الثاني من كتابه: “محمد عبدالواسع حميد الأصبحي يتذكر”، لم يتحدث عن نفسه مرة واحدة إلا لمجرد: ذهبت، عدت “لم يَدّعي” ولم ينسب لنفسه الخوارق وهوصاحب الدور..
كم من الأحداث عاصر ؟!
و السندباد كم من الأقطار سافر ؟!
وكم من الأسماء المغمورة ذكر في كتابه من كان لهم أدوار كبيرة في سفر النضال الوطني…؟!
عدت أقرأ كتابه، ورأيت أن من حق الأجيال الجديدة أن تعرفه.
لله الأمر من قبل ومن بعد.