- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة السادسة
ثمة لبس وارتباك في معرفة ماهية النوفيلا فهي كيان مستقل وجنس أدبي قائم بذاته وليست رواية قصيرة ولا قصة طويلة كونها لا تمتلك سماتهما اذ لها معاييرها الخاصة وطرقة بنائها وغايتها في السرد بالاضافة إلى التباينات والاختلافات الواضحة التي تميزها عن القصة والرواية .فهي في عدد صفحاتها لا تضاهي الرواية ولا تتقزم كالقصة القصيرة، فعدد صفحاتها وكلماتها تفرضها حبكتها واسلوبها ومسار حدثها والتكثيف والإيجاز.
النوفيلا لها فكرة وثيمة واحدة ترتكز عليها أسس بنيانها ، وتركز بدقة وحرص وتوجيه على بؤرتها ومركزها، وفي الغالب صراعها داخلي في ذهنية ونفسية البطل الوحيد، وتحتوي النوفيلا على شخصية رئيسية واحدة وعلائقها مع بعض الشخصيات الثانوية القليلة. وتحتوي كذلك على تفصيل حدث مركزي واحد ولها اطار يحتضن كل المكونات. وتتخذ حبكتها عدة عمليات فقد تقدم البطل والحدث وزمكنتها ، وقد تبرز صراع الشخصيات وتبرز معوقات تحول دون سهولة مشوار بطلها نحو المجد والهدف، وقد تبرز ذروة المواجهة وتصوير النهاية باسلوب بلاغي رمزي دلالي. ومن الجدير بالذكر أنها أي النوفيلا ان حبكتها وحدثها تتسم بلا جدل بالايقاع السريع وظهور نقطة التحول والاثارة وتقلب وتغيير وديناميكية شخصياتها. وفي النوفيلا تلوح لحظة معرفة وانكشاف وثمة دمج واندغام للتكثيف والتوسيع في آن واحد.
إنها كون وعالم مضغوط بكل جمالياته ومظاهره وبنيته التحتية وبنيته الفوقية وكثافته التعبيرية وسلاسة العرض والصراع.
تتبع غدا الورقة السابعة.