- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الخامسة
اقدم كتاب أوروبيون على استخدام النوفيلا الايطالية وخصوصا بعض المسرحيين الذين تبنوها في مسرحياتهم فهذا الأثر شجع على ظهور الرواية في القرن الثامن عشر وخلق القصة القصيرة في القرن التاسع عشر وخصوصا عند الانجليز.
ما يميز النوفيلا أنها تناسب مرض العصر المتمثل في القلق لذا تعد اكثر الأشكال الأدبية مقروئية راهنا وخصوصا في بلدان الكثافة السكانية. رغم أن الناشرين يدحضون الفرضية التي أحتوتها الجملة السابقة.
يمكن القول أن النوفيلا ليست نبتة غريبة دون طينة أو جذور بل لها تراكمات عند الأمم فلدى الأوربيين سياقات تاريخية ادبية قصصية مثلت أرضية انطلقت منها النوفيلا فعلى سبيل المثال في شرقنا الأوسط لدينا ألف ليلة وليلة وسيرة سيف بن ذي يزن وغيرهما حيث تعد النوفيلا امتداد للحكايات والأساطير والقصص وان كانت بصورة غير مباشرة وكبار كتاب الرواية عالميا لديهم نوفيلات خالدة.
ومشكلة النوفيلا انها جاءت في منطقة التماس بين القصة القصيرة والرواية فبعض النوفيلات لا زالت تحشر في خانة الرواية او في خانة القصة الطويلة. والنوفيلا راهنا تظهر ككتاب مستقل حيث لا تسعها الجرائد او المجلات وكتاب النوفيلا يمثل مشكلة للناشرين الذين لا يزالون يرون أن طباعة الرواية عندهم أكثر ضرورة واهمية من طباعة النوفيلا التي يحجم عنها عشاق اقتناء الكتب. الفضاء الالكتروني سيكون ساحتها وساحة من لا ساحة له.
***
تتبع غدا الورقة السادسة.