- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثالثة
تنطبق عناصر الرواية والقصة القصيرة على عناصر النوفيلا عند التناولات التحليلية الأدبية للنوفيلا إلا أن العناصر تختلف في الهيكلية والقوالب والمحتوى، فالحبكة واحدة في النوفيلا دون قصص فرعية، والشخصية الرئيسية واحدة والشخوص الثانوية قليلة والجو النفسي تهكمي يجمع بين الخيال والواقعية واللغة ذات دلالات وايحاء وابهام والمكان واحد ومزاج القاريء توتري ومقلق ومثير والنهاية أحيانا مغلقة وأحيانا مفتوحة تشرك المتلقين في حل العقدة ومآلات الحدث. وتختلف أهمية النوفيلا من أمة لأخرى حسب سياقها التاريخي كجنس أدبي.
وتطورت النوفيلا وتنوعت وتجددت عبر الأحقاب الأدبية والمدارس منذ نشأتها كنوفيلا متخذة مسارها فارضة جذورها وتواجدها كجنس أدبي مستقل قائم بذاته، وتناولتها نظريات وطرق النقد ، ووضعت لها جوائز ومعايير في بعض البلدان وتتسم بصراع مركزي واحد، ووحدة الزمكنة، وايقاعها سريع الوتيرة ولا تحتاج برنامجا زمنية كي تقرأ بل يمكن اكمالها بنفس واحد في احدى الجلسات وهي تصاغ بدقة لتيسر للقراء ذلك.
ومن الجدير بالذكر القول بأن النوفيلا نوع شائع الوجود في الثقافات الأوروبية منذ قرون عديدة وارتبط بعصر الاحياء والبعث والنهضة بينما لا تعرفه منطقتنا العربية إلا في القرن العشرين.
تتبع غدا الورقة الرابعة.