- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الأخيرة
الرواية بكافة أنواعها وأشكالها وأغراضها وثيماتها تعتبر فنا أدبيا نثريا حتى لو تطابق مضمونها مع التاريخ والعلم ففنيتها تكمن في الخيال وجماليات السرد واللغة وبديعها ومحسناتها وبلاغتها، وبين دفتيها يقف التاريخ والاجتماع والسيكولوجيا كمضامين راقصة حيث تتسرب أشكال أدبية عديدة وتجري سواقي الشعر والقصة والنوفيلا والسير والمذكرات. وتظل الرواية فنا سرديا يصور الحياة بكافة أحداثها وأحاديثها بغرض خلق المعرفة والمتعة وتعلم الدروس من المواقف واستنباط العظة والدروس الخلقية في عالم اليوم حيث هيمنت الرأسمالية وربيبتها البراجماتية على هذا العالم الذي للأسف تتبدل فيه القيم كما تتبدل قشرة جلد الثعبان.
إن تلاطم أمواج الحياة ومظاهرها ومناشطها المتعددة والثراء الباذخ في جمالياتها دافع حتمي في ظهور تجديد لا محالة في الرواية شكلا ومضمونا.
في نهاية المطاف وفي ختام هذه الوريقات المتواضعة أقول: رغم عمر الرواية القصير مقارنة بالشعر والمسرح إلا أنها أستطاعت أن تتجذر وتأسر ألباب المتلقين، وتغلغلت في مناشط الميديا، وباب التجدد والمستقبل مفتوح أمامها وقد تتبلور أنماط وأشكال للرواية لم تكن في الحسبان.
في الختام شكرا لكم ولنا لقاء قادم بمشيئة الله.