- د. عبدالعزيز علوان
سنفتقدك:
عندما نفتقد المرح الذي نبدأ فيه مقيل (الثلاثاء، الأربعاء، الخميس والسبت) إذا لم نتذكر بعض طرائفك التي كنا نستفتح فيها المقيل لحظات حضورك، وسنكون على وشك الدخول في غياهب الفقد الذاتي لأنفسنا والتخلي عما يحيط بنا.
وسنفتقدك:
عندما ننسى أو نتناسى الفلاشات النقدية بعذوبتها اللاذعة التي كنت تتطرق إليها في كل لقاء ومقيل، سواء كانت سياسية، اقتصادية، اجتماعية، فكرية وتربوية وحتى تلك الانتقادات الشخصية التي توجهها لنا.
سنفتقدك:
عندما نضع حائلا بيننا والأسئلة التي كنت تثيرها في المقيل على الطريقة السقراطية في محاوراتها.. فأنت لم تدع المعرفة يوما ما، ومهما بلغت معرفتك بشيء ما، فإنك تثير حوله الأسئلة التي تأخذ من الإجابات التي تسمعها أسئلة أخرى.
سنفتقدك:
حينما نمر مرور كرام على المشفى ( ….. ) الذي
أجريت فيه عملية جراحية… ولا نتذكر تفاصيل حديثك بعذوبته الناقدة التي جعلتك خلال لحظات صديقا محببا لمديرها.
سيفتقدك علوان:
إذا لم يحفظ عن ظهر قلب أحاديثك معه.. ولا سيما حديث التبرع بالدم المطلوب توفيره عند إجراء العملية.
سأفتقدك شخصياً:
حين أجهل تفاصيل القرى التي كنت تسبر أغوارها والبعيدة عن قريتك كقرى (برح الظهر ، الهُجمه ، حباجر) وشطحات بعض أبنائها.
وسيفتقدك:
كل من عرفك حينما تغيب عن مرآة تفاصيل صورتك أيها (الهندي) الذي كان نصيرا للطلبة والعمال، ورائدا تعاونيا في المنطقة، ومناضلا في صفوف الحزب الديمقراطي واتحاد طلاب اليمن.
وستفقدك:
ذاكرتنا الحزبية والوطنية إذا لم توثق اسمك في وثائقها الحزبية والوطنية.
لروحك السابحة في ملكوت الخلد السكينة والطمأنينة الأبدية… ولنا مشاعر وشعائر الذكرى التي تركت مآثرها في حياتنا.
- 29/7/23