- عارف الشيباني
أكتب مضطراً.. وبعد كفاح مرير لمواجهة تداعيات الحرب وانعكاساتها وتأثيراتها التي طالت ووصلت إلى الحد الذي غدت تهدد الحياة وتقوضها.. على الصعيد الشخصي والعام..
وبعد محاولات مستميتة لتجنب الوقوع في مصيدة الفقر، ومادون خطر الفقر، منذ سنوات ثمان عجاف، لعل وعسى تنتهي هذه الحرب ، ونصحو يوماً على انباء توقفها ومعالجة آثارها وتداعياتها وانتظار البدء بصرف الرواتب وانتضامها، وصرف ما تراكم وتأخر من صرفه منها منذ السنوات الثمان الماضية..
ولكن يبدو أنه ليس هناك ثمة أمل، ولا شيئ يلوح في الأفق.
وفي هذه السنة والتي هي الاسوأ على الإطلاق ومنذ بدايتها، حيث سـُدًَت وأغلقت كل النوافذ، وتبخرت كافة فرص الحصول على مصادر الدخل التي كانت متاحة – هنا وهناك – نتيجة وبفعل الاجراءات والسياسات المتبعة من قبل سلطات الأمر الواقع – الجاثمة ككابوس – وأحكام قبضتها واغلاقها كافة سبل الحصول على العيش من منظمات مجتمع مدني وبرامج اممية ومشاريع تابعة للامم المتحدة، حيث تم الاستخواذ عليها واستبعاد كل من هو غير موالٍ لها، وغير موثوق، ومصنف تحت خانة العدو، والخصم ، والمشبوه في ولاءه ..
لقد تم تجفيف كافة منابع ومصادر الدخل حتى الشحيحة منها، والتي ابقتنا على قيد الحياة حتى الآن ..
أكرر وأعيد أن هذه السنة ومنذ بدايتها، هي الأسوأ ولا أفق يلوح، ولا بصيص من أمل يعول عليه.
بعد ثمان سنوات وبعد كل هذا الصبر والكفاح ومحاولات تجنب السقوط في براثن الفقر والفاقة اجدني مضطراً للافصاح والاعلان، أنني أصبحت، بل انزلقت إلى مادون خط الفقر، بل وأحس أنني تهاويت وارتطمت في قاعه السحيقة، وتمكنت مصيدة الفقر من اجتذابي وبقوة إلى خيوطها واحابيلها العنكبوتية، وأصبحت تكبلني وتحكم قبضتها عليّ.
يتبع..