- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الخامسة
تصدر آلاف الروايات سنويا في معظم أرجاء المعمورة، وساعدها على الانتشار اتساع انتشار دور النشر والتقدم في مضمار الطباعة، وتقدم تقنيات المعلومات، وسرعة الانتشار الرقمي والشبكة العنكبوتية، واتساع نطاق التعليم وانحسار مد الأمية، وتمثيل الرواية وتحولها لمسلسلات وأفلام، وتطور تحليل ونقد الرواية، وازدياد أسماء أو عدد الجوائز الخاصة بالرواية، وانتشار المجلات الأدبية، واتساع وانتشار الجامعات، وازدياد نسبة قراءة الأدب والرواية على وجه الخصوص، وسرعة التواصل بين الروائي والمتلقين مع التطور في توزيع الكتب، واتساع نطاق جمهور الكتاب الالكتروني، وانتشار المترجمين وانفتاح الترجمات على الفن الروائي، وازدياد عدد المبدعين، والتحرر من القيود التقليدية وانفتاح الرواية على كافة المواضيع بما في ذلك التوافه والمهملات وهيمنت الرواية على كافة أشكال الأدب.
وتلوح تصنيفات شتى للرواية حسب المضامين والمواضيع والقصة الرئيسية للرواية ، فهناك الرواية النفسية التي تتحدث عن الاختلالات العقلية والسلوكية للشخوص وتلوح ملامح الاختلال النفسي من خلال المنولوج والحيرة والارتباك في الكلام وفي السلوك لبعض الشخصيات، وتلقى الشخوص المختلة عقليا ووجدانيا اقبالا من الروائيين على اختيارهم كمحور ارتكاز للروايات واحداثها.
وهناك الرواية الطبيعية التي تدور أحداثها في أماكن طبيعية كالبحر والصحارى والجبال، وكيف تؤثر الطبيعة على الناس من حيث لغتهم وعاداتهم وملابسهم وتقاليدهم ومناشطهم المعيشية وعاداتهم في الزواج والموت والكرنفالات وهذا ما توثقه الرواية الطبيعية بكل اسهاب وذكاء.
وهناك الرواية التي تستند على المراسلات بين الشخصيات حيث تدور احداث الرواية من خلال الرسائل البريدية العادية أو المراسلات الالكترونية.
وهناك رواية المغامرة والمطاردة وهذه تفلح سريعا في التحول الى أفلام وخصوصا في الغرب المعجب بأحداث العنف والجرائم وتبجيل البوليس.
وهناك الروايات التاريخية وهذه الروايات تختلف عن السير الشخصية كونها تسمح للروائي الذي يستوعب التاريخ أن يضفي عليه لمسات فنية وجمالية وأدبية وخيالية كي يميزها عن التاريخ.
وهناك الرواية الواقعية التي ترتكز على الواقع وتنقله كما هو لكنها تجري عليه تعديلات في الأسماء والأماكن وتعمل على ترميزه وتخييله ليظهر واقعا فنيا لا يحس القاريء بخياليتها
وانما ينغمس فيها كأنها رصد دقيق لواقعه المعاش..
وهناك العديد من التصنيفات للرواية حسب امزجة المصنفين.
تتبع غدا الورقة السادسة.