- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثالثة
الرواية فن الفنون الأدبية رغم حداثة عمرها الذي لن يتجاوز الأربعة قرون إلا أنها أثبتت مكانتها ودورها وارتبطت مع جمهور عريض من القراء واستهوت عقول الملايين الذين يبحثون عن المعرفة والمتعة واكتساب الخبرة من مواقف شخوص الرواية والانحياز لقيم الخير، ورغم طول الرواية الذي لا يقل عن مائة صفحة أستهوت المترجمين فانتعشت العلائق الثقافية بين الأمم وفي الشبكة العنكبوتية صارت الرواية في متناول حتى من هم في الأدغال والأرياف النائية.
أتسع جمهور الرواية حتى قيل أن القرن العشرين هو قرن الرواية، والجدير بالذكر أن مؤرخي الأدب والنقد يقولون أن القرن التاسع عشر هو العصر الذهبي للرواية حيث ظهرت في روسيا وأمريكا وأوروبا التحف الروائية الخالدة.
وفي القرن العشرين ظهرت طبعات مختلفة للروايات الكلاسيكية كي تناسب أعمارا متفاوته من القراء مبسطة اللغة حسب أعمارهم من صغار وفتية وكبار، والرواية تعطي قارئها صورة متكاملة عن حياة المجتمعات وسبر أغوار النفس الإنسانية والخيال المستقبلي خصوصا روايات الخيال العلمي، وجرائم المجتمعات في القصص البوليسية، ومكانة وقيمة الانسان في المجتمعات، والرواية محاولة مستمرة لإكمال الناقص من الكون وتغلغل في المجهول واضافة عوالم للعوالم، ويزور العديد من القراء البلدان العديدة والواسعة من خلال الروايات الطبيعية ويعرفون الاثنيات والعرقيات وطبائع المجتمعات المصغرة من خلال الروايات التي تتطرق لهكذا مواضيع.
***
تتبع غدا الورقة الرابعة.