- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثانية
الرواية فن أدبي ابتكر في أوروبا بعد الانتقال من الاقطاع إلى الرأسمالية في مطلع القرن السابع عشر وهي جنس أدبي سردي نثري طويل مليء بشخصيات واحداث وصراع بينها وقصة الرواية قد تكون خيالية من خيال الكاتب أو واقعية يستلهمها من وقائع حقيقية ولها زمان ومكان تدور فيهما أحداث الرواية.
الرواية تخلق المتعة والإثارة ويقرأها المتلقي مشدودا بشغف وشوق للقادم من الأحداث، وأسلوب ومضمون الرواية وطريقة السرد هي مقومات جذب الجمهور لقراءتها ويخلق القاريء في ذهنه عند القراءة أزمنة وأمكنة وشخوص متخيلة وهو يقرأ ويتابع سير سرد أحداث الرواية والصراع ومن أنجح الروايات في شد الانتباه هي تلك الروايات التي تخلق العقدة وتتصاعد وتيرة أحداثها حتى تصل بالقاريء إلى ذروة الجو النفسي المثير يشبه الجو النفسي المقلق لمشجع مباراة كرة قدم حين يشاهد تسديد ركلة الترجيح الحاسمة ثم بعد ذلك تحل العقدة وينخفض منسوب الاثارة وبعض الروايات تترك للقاريء حرية التفكير في تخمين حل العقدة حيث تعد روايات مفتوحة النهاية.
والروائي شخص يبدو كمصلح اجتماعي أو مرشد روحي يكتب روايته ليوجه درسا وعبرة اخلاقية وقيمية يوصلها كرسالة عبر روايته أو تفسير غوامض المجتمع وكشف ما يخفى او ابراز الظل من تقديم شخوص مهمشة أو مغضوب عليها، فالرواية وعاء التجارب في الخروج من دوامات الحياة ومن متاهاتها والتعلم من المواقف التي تمر بها الشخصيات الروائية الحقيقية أو المتخيلة.
***
غدا تتبع الورقة الثالثة.