مع استمرار عقلية كونوا مثلي

• نبيل الشرعبي

لن تتعافى اليمن من عاهاتها التي تنخر روحها وعافيتها.. فهذه العقلية تجر المواطن مبدعا كان أو حرفيا أو سواه إلى الانزلاق في قعر أزمات متوالية يدفع الجميع كلفتها..

بيل جيتس_ مالك ومهندس إمبراطورية ميكروسوفت وأحد أبرز أثرياء العالم، بعد إعلانه عن التبرع بغالبية ثروته لجمعيات خيرية، سأله مراسل صحفي، أليس لديك أولاد؟.. أجاب بيل جيتس: بالطبع لديا أولاد..

صمت المراسل الصحفي ثوانٖٖ، ثم طرح عليه سؤال: لماذا تبرعت بمعظم ثروتك ولم تتركها لأولادك؟.. أجابه: ليس من الحكمة أن أجمد عقول أولادي بتوريثهم المال، ولكن الحكمة أن يستمتعوا بطاقاتهم العقلية ليبدعوا ويبتكروا ويصبحوا مؤثرين فعليين في العالم من خلال التفكير والعمل المثمر..

أضاف بيل جيتس، أعرف أن الكثير ساخطون من تصرفات أثرياء العالم الغربيين الذين يبترعون بثرواتهم ويحرمون أولادهم منها.. وهنا أقول نحن نحرص على ألا نجمد عقول الشباب وبالذات أولادنا.. نحن نفعل ذلك حتى لا يأتي وقت تصطر فيه دول الغرب لاستيراد العقول من البلدان الأخرى، جراء تخمة أولادنا بالثروات..

لا يمكنني التعليق على كلام بيل جبيتس سلبا، بل أجزم أنه محق في كثير مما قاله.. فليس من الحكمة أن تأخذنا الرغبات وحب الظهور إلى الإيمان الكلي بأن الوطن لن يتعافى إلا إذا صرنا كافة كما يريد هذا أو ذاك، وإلغاء حق الأخر حتى في مجرد التفكير وحقه في الحياه، من خلال تسفيه كل من لا يؤمن برؤى هذا أو ذاك ممن يجزم بأنه حوى كل أسرار ومفاتيح النجاح وأنه المنقذ العظيم، فيما هو غرق بنصف كوب ماء ولم يستطع النجاة..

يا هذا ويا ذاك، لو كنت تملك مفاتيح النجاح والانطلاق إلى العالمية، ففي البدأ أنقذ نفسك من الغرق الذي عجزت عن تجاوزه وأصنع شخصيتك ثم فكر في صنع شخصيات الغير..