- عبدالباري طاهر
الدكتور الجليل الأديب والمثقف واسع الإطلاع يرحل دون رعاية أو اهتمام أو انصاف..
أحمد الأصبحي الطبيب الماهر الأديب والمثقف تبوأ مواقع مرموقة في جهاز سلطة فاسدة و طغيانية، ورقى في الحزب الحاكم (( المؤتمر الشعبي العام )) حزب جهاز السلطة وادارتها أرقى المواقع.. كان الطبيب الأصبحي يميز نفسه قدر الإمكان ربما لم يكن ذلكم التمييز مقبولاََ، وربما النجاح، وربما التفوق على تنابلة السلطان هو ما أغرى به لمحاولة الإغتيال مرتين – غبن كبير أن يعاقب الإنسان – أي انسان على اخلاصه وكفائته، وذكائه، ونجاحه في عمله.. في بداية التخرج منتصف سبعينات القرن الماضي كان كثير التردد على شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، وكان البردوني معجبا بالإهتمامات الأدبية للطبيب.. بدأ أيضا زيارته لمناطق عديدة في ريمة وملحان، وكتب تحقيقات صحفية كنت انشرها اثناء عملي في صحيفة الثورة.. يتمتع بإسلوب أدبي رفيع، يتقن قواعد اللغة العربية وعلوم الآلة كإبن مدرسة فقهية انشاءه الإبداعي لافتاََ في التحقيقات التي أجراها في غير منطقة، مع اطلاع تاريخي، ومتابعة واسعة، وكان يرحمه الله رجل تفتح وحوار وصلات ببعض الأحزاب.. أخبرني بعض الزملاء أنه أثناء عمله في قيادة المؤتمر الشعبي العام كان يلعب الدور الأساس في صياغة تلكم الأدبيات، ومن هنا كانت قرائته لافتهََ، وكان دمث الأخلاق على جانب كبير مع النظافة واللياقة واللباقة.. ربما النجاح الذي أحرزه هو ما أغرى به، ودفع من أجله الإقصاء والإرتياب وحتى محاولة الإغتيال مرتين.. تولى أكثر من وزارة.. الصحة، التربية والتعليم، والخارجية ورأس معهد الميثاق، وفي كل ميادين عمله كان نظيفاََ نقي الضمير صادق ومخلص، فرحم الله الدكتور أحمد الأصبحي، والهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. للطبيب والأديب المثقف العديد من الإصدارات والأعمال الأدبية، وكان يرحمه الله مغرماََ بالكتابة حتى في عز المرض والتعب، وهناك ما هو منشور وغير منشور لابد أن يلقى الإهتمام.