- نبيل الشرعبي
لروحك السلام والرحمة الأستاذ الصحفي إبراهيم المعلمي.. ولأسرته خالص العزاء والمواساة..
رحيل موجع.. لروح كثيرة لم ألتقيها سوى مرة واحدة.. وأصابني الحزن والحسرة على رحيلها.. سلام على روحك يا ابراهيم..
في مارس 2010.. إلتقيته في مكتبه بمؤسسة الثورة بحي الجراف.. كان عصر يوم كئيب إذ كان زملاء مهنة بعضهم ركبوا المهنة ركب، كانوا احتجوا بشراسة على التحاقي بالصحيفة.. رغم أن الإلتحاق بها كان بضغط من أسرتي الصغيرة آنذاك ولم أكن مقتنع بل ألبي رغبة لشخص ما..
وجدني مدير مكتبه آنذاك الزميل محفوظ البعيثي، وأخبرني أن أبراهيم المعلمي يسأل عني يريد أن أقابله لروحه السلام، توجهت نحو المكتب استئذنت ودخلت رحب بي واستقبلني بابتسامة مشرقة.. دار حديث بيننا لحوالي نصف ساعة.. شخص جميل الروح.. متواضع.. مثقف نقي..
تحدثنا على المهنة بإيجاز.. وجدت فيه بهاء كثير.. قدمت له ملف لنماذج من أعمالي الصحفية.. رفض أن يأخذ الملف قائلا: لا تحتاج لتقديم هذا فأنت صحفي قدير.. صمت لحظات وكان الخجل ظاهرا عليه…
استئذنته كي أغادر.. وقف وغادر الكرسي التي يجلس عليهت لبرافقني إلى باب المكتب، وقبل أن يودعني قال: لا أعرف ماذا اقول لك حيال موقف زملاء منك.. أجبته لا تثقل على روحك.. ثق بأني لا أنكسر.. ودعته ومضيت..
وكما وعدته بألا أنكسر… إلتحقت بصحيفة الثورة وعملت فيها وكتبت مواد صحيفة لا تشبه ثورة الجراف اطلاقا، بل كأنها مواد في صحيفة الثوري أو الوحدودي أو الأسبوع آنذاك.. ومن مارس 2010 إلى فبراير 2012 عملت متعاقدا بقسم التحقيقات، ومن أن وصلني قرار التثبيت في مارس 2012، غادرت ثورة الجراف ورفضت العمل فيها ومكثت أشهر بالمنزل دون عمل..
بعد مرور الأسبوع الأول من مارس 2012، رن هاتفي وكان رقم المتصل غير مدون عندي.. أجبته فكان الأستاذ الصحفي إبراهيم المعلمي يعاتبني لعدم الحضور، فأخبرته أني غير مقتنع بالعمل في صحيفة الثورة.. وأن استمراري بالعمل لعامين متعاقدا ليس تمسكا بالعمل بل لكي أؤكد لمن عارض إلتحاقي بالصحيفة، أني أستطيع المضي قدما، وأن اعتراضهم سيفشل.. كان مندهشا من ردة فعلي..
سلام على روحك يا ابراهيم.. سلام عليك حيا وراحلا.. سلام على روحك الكثيرة…