- كتب: محيي الدين علي
أختتمت أمس الخميس بصنعاء دورة تدريبية مكثفة لتذوق البن، ضمن “مشروع تعزيز المرونة الموسسية في اليمن، “سيري” مكون: المرونة الاقتصادية للمشاريع المتوسطة والصغيرة والاصغر، في سلاسل القيم الحيوية..
الدورة التي نظمت بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، ونفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،بالتعاون مع وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر
استمرت في الفترة من 16 إلى 18 من الجاري، وفق معايير حديثة ومواكبة، وإشراف خبراء لتعزيز حضور البن اليمني كهوية حضارية ضاربة الجذور تستهدف رفع مستوى العيش للأفراد وتحسين مستويات الجودة العالمية لمنتج البن اليمني..
وخلال ورشة التدريب تصاعد عبق البن ورائحة الأرض والانسان، واتسعت رؤى جديدة لدى المشاركين بتمثبل افراد وجمعيات زراعية وتعاونية ومراكز انماء، رأت في البن مفهوما إنسانيا للتذوق بأسس مدروسة وطرائق تقربه أكثر من ذائقة وذوق المستهلك المحلي والعالمي.
وخلال الدورة برز التعاطي مع البن لا كسلعة فحسب بل كمفهوم جديد وسفير ثقافي يمثل الأرض والانسان في طبيعة حضوره وروائحه الزكية، وجودته كمنتج طيب عابر للحدود.
وقد أسهمت الدورة بإكساب المشاركين خبرات تذوق على صعيد الممارسة، وبما يخدم مستقبلا جانب التبادلات النشطة لرعاة التصدير على نطاق أوسع.
جدير بالذكر أن دورة تذوق البن انطلقت من اساسيات استفاد خلالها المشاركون من التعرف على جوانب ومفردات جديدة في لغة وأسلوب وخصائص التذوق، وخطواته ومراحله المختلفة، اضافة إلى اكتسابهم خبرات جديدة للتعرف عن كثب على أسس وأبجديات التذوق، بسماته ومعاييره المتعددة، والمتعارف عليها دوليا.
كما استهدفت الدورة التي وصفت ب” المتميزة” تركيز المشاركين واندفاعهم بشغف أكبر لاكتشاف المزيد من جوانب التذوق للبن، في حالاته المختلفة والمتشابهة لجهة اختبار ذائقة المشارك، وتحكيم حواسه للتمرين الثقافي وقدرات التذوق،والمنافسة في فهم اشمل، وتركيز ذهنيته أمام استنتاجات القيمة والتقييم العام والشخصي للروائح وتقاطعاتها، من مواد وشوائب اخرى،حتى الوصول إلى تمييز ذائقته للتفاوتات عند اكتشاف مستويات تطعيم المنتج بروائح أخرى في علاقتها بالتربة وأنواع المزروعات، وتحفيز الفرد لأن يكتشف بنفسه ليميز ويغدو خبيرا في المستقبل القريب..
دورة تذوق البن التي ضمت اكثر من 15 مشاركا استطاعت من خلال جهود خبراء بمهارات فنية عالية على راسهم عبد اللطيف الجرادي وحسين العزي: دمغ المنتج الأصيل للبن اليمني في ذائقة متيقظة وأكثر بروزا ما ينمي ميزات تذوق نوعية وحاسمة في الحكم والتقييم، ويزيد من حضور البن اليمني بطيفه، وتنافسه في سياق اقتصادت العالم المشابهة في مجال الزراعة والتجارة واستدامة مصداقية المنتج الذهبي للبن، بغاية وطموح انتشاره واتساع تداوله في السوق العالمية..
يشار إلى أن عددا من المشاركين في هذه الدورة خرجوا بانطباع ايجابي، يدفعهم الشغف لاستمرارية تبني دورات تذوق أخرى تعزز من اتساع زراعة البن اليمني مطالبين بفاعلية اكبر على صعيد الاهتمام بثقافة التذوق نحو زيادة الطلب العالمي للبن اليمني الأصيل وتجويد ذائقة استهلاكه الواسع، والنهوض بفكر التذوق الذي غدا في اللحظة العالمية اليوم: عِلما تعززه مهارات وخبرات مواكبة لمعايير المواصفات والتقييس العالمي للتحقق من الجودة.