- علي المقري
أعتز بأنني كتبتها وإن أغضبت بعض الانفعاليين والقراء السندويتش!
قدّرت كل ردود الفعل ولستُ في موقع الدفاع أو الاقناع؛
لقد كتبتها بإيقاع خاص!
كل كلمة فيها، أو نفطة، رسمتها في نوتة، تتالت مع هواجس الشخوص المسرودة.
هكذا، تظهر النقاط، متجاوزة قوانين الترقيم التقليدية، إذ تتوافق مع الإيقاع الصوتي للسرد.
فكانت أغنية الست “سلوا قلبي” هي عماد السرد وقصّته وإيقاعه الذي لم يكن ليتحقق لولا ولهي بهذه الأغنية وسماعي لها في كل حين، حتى إنها صارت ترافق نومي!
حين أعود لقراءة صفحات منها، أقول لنفسي: لقد كنتُ في عافية، أي في صحّة جيّدة، صحّة صرتُ أفتقدها منذ تسع سنوات!
قلتُ في حوار مع الصديق عمران الحمادي في “خيوط” قبل ثلاث سنوات: “الذين قالوا إنها (رواية حُرمة) تشبه فيلمًا إباحيًّا يبدو أنهم لم يعرفوا الأفلام الإباحية، وبالتالي لا يعرفون المنجز الروائي العالمي ولا يشاهدون الأفلام السينمائية، وربما أنهم قاموا بقراءة تلك الصفحات التي قامت الجماعات الإسلامية المتطرفة بتوزيعها فقط. وهي جماعات بدت كجزء من الإشكالية التي امتحنتها الرواية. (…) يحاول الخطاب الديني أن يطوّع الأدب لصالحه، أي أن يكون ناقلًا أيديولوجيًّا لحمولاته الثقافية، وهو ما لا يمكن تحققه؛ فالأدب اعتاد على الحرّية، ومنها يستمد استمراريته، فيما الخطاب الديني يظل في دائرة مغلقة يكرر عبرها تعاليمه ومحدداته”.
إلى ذلك،
أشكر كل من هنأني بتقليدي وسام الفنون والآداب برتبة فارس من فرنسا؛ كان يكفي أن نحتفي باسم اليمن، هذا البلد العظيم الذي يحاولون، بكل الوسائل، تهميش مكانته التاريخية؛
كما أشكر كل من دافع ويدافع عن حرّية الكتابة!
ولا أنسى أن أوجّه التحية لصديقي العزيز الأستاذ أحمد العرامي الذي كاد يفقد حياته، في مثل هذه الأيّام، فبل عشر سنوات بسبب هذه الرواية!