قدم عالم الكمبيوتر جيفري هينتون، والملقب ب “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي” أو “عرّاب الذكاء الاصطناعي”، استقالته من وظيفته في غوغل الشهر الماضي، تنديدًا بمخاطر التكنولوجيا وتقنية أنظمة الذكاء الاصطناعي_بحسب “نيويورك تايمز”.
وأوضح هينتون أن المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا تدفع الشركات إلى إطلاق تقنيات جديدة للذكاء الاصطناعي بسرعة خطيرة، ما يهدّد بالقضاء على وظائف ونشر معلومات مضلّلة..
وقال العالم الكندي ومبتكر التقنية الأساسيّة لأنظمة الذكاء الاصطناعيّ، في تصريحات صحفية “إن التقدم المحرز في هذا المجال يحمل في طيّاته “مخاطر عميقة على المجتمع والإنسانيّة”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عنه في مقال الّذي نشرته الاثنين “انظروا كيف كان الأمر قبل خمس سنوات، وكيف هو الآن”، “تخيّلوا كيف ستتقدّم الأمور قياسًا على هذا الفارق. إنّه أمر مخيف”.
واضاف هينتون “من الصعب تخيّل كيف يمكن منع الجهات السيّئة من استخدامها لأمور سيّئة”.
وأبدى العالم الكندي في تصريحاته الأخيرة، اعتقاده بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتفوّق على الذكاء البشري من بعض النواحي بسبب كمية البيانات الّتي تحلّلها، لافتًا إلى أنه “قد يكون ما يحدث في هذه الأنظمة في الواقع أفضل بكثير ممّا يحدث في الدماغ”.
وكانت غوغل قد بدأت مع “أوبن إيه آي” في عام 2022، الشركة الناشئة المطورة لبرنامج الدردشة الشهير “تشات جي بي تي”، في تطوير أنظمة تستخدم كميات أكبر بكثير من البيانات مقارنة مع البرمجيّات السابقة.
وبرغم استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم العاملين حول العالم، إلا أن التطور السريع في روبوتات المحادثة مثل “تشات جي بي تي” قد يعرض وظائفهم للخطر، ويشير هينتون إن برامج الذكاء الاصطناعي “تجنّب القيام بأعمال شاقة”، لكنّها “قد تأخذ أكثر من ذلك”.
بدوره شكر جيف دين، كبير العلماء في “غوغل إيه آي” (وحدة الذكاء الاصطناعيّ في المجموعة العملاقة)، عالم الكمبيوتر جيفري هينتون، في بيان نشرته وسائل الإعلام الأميركيّة.
وجاء في البيان “بصفتنا من أولى الشركات الّتي تنشر مبادئ الذكاء الاصطناعيّ، فإنّنا لا نزال ملتزمين بنهج مسؤول تجاه الذكاء الاصطناعي”، وأضاف “نحن نتعلم باستمرار لفهم المخاطر الناشئة، بينما نبتكر بجرأة أيضًا”.
يذكر أن مجموعة من الخبراء قد دعوا في مارس، إلى التوقف مؤقتًا عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لإتاحة الوقت للتأكد من سلامتها، وقد جرى تداول رسالتهم المفتوحة التي وقع عليها أكثر من ألف شخص، بينهم إيلون ماسك وستيف وزنياك، المؤسس المشارك لشركة آبل، تزامنًا مع إصدار “جي بي تي -4” وهي نسخة جديدة تتمتّع بميزات أقوى بكثير من التكنولوجيا المستخدمة من “تشات جي بي تي”.
وعلق هينتون على تلك الرسالة في ذلك الوقت، “إنّه لا ينبغي للعلماء “تصعيد الأمور حتّى يفهموا ما إذا كان بإمكانهم التحكّم” بهذه البرمجيّات.