- ضياف البراق
خلعت حجابها أو ارتدت اللثام، هذا شأن شخصي محض، إنه فعل يخصها هي فقط، بل وحق من حقوقها الشخصية، فما دخلكم أنتم في شأنها الشخصي؟
استلاب أي حق من الحقوق المقررة للإنسان، عمل غير إنساني البتة.
المجتمع التافه هو الذي يحشر أنفه في كل شيء ومن غير حدود، ويصنع من الحَبّة قُبّة، وينشغل في أمور لا تنفعه أبدًا، ويتكلم على الفضيلة بينما سلوكه في الواقع يخلو منها.
هنالك قضايا إنسانية كبيرة يجب أن ننشغل بها، وأن نخوض النضال في سبيلها، لا في سبيل توافه الأمور.
بالنسبة لي، السجن هو أي مكان أو مجتمع يكثر فيه الكلام على الفضيلة.
المجتمع القطيعي هو ذلك المجتمع الذي يكثر فيه الوعظ الديني، وحُرّاس الأخلاق، ودعاة الفضيلة.
فالمجتمع الزائف أو الأعمى، لا يفكر، ولا يقيم للعقل وزنًا، ولا يفهم الحكمة، ولا يحترم الحقوق الشخصية للإنسان.
لا يُفكِّر، بل يُكفِّر الفكر الحر.
يجرّعك كؤوس الجهل، ويُربّيك على مرارة العيش…
مجتمع التلقين والحفظ والتشدد الديني، لا يرتقي إنسانيًا، ولا تُقدَّس فيه كرامة الإنسان، ولا يوجد فيه حتى هامش للحرية.
مجتمع هذه قاعدته: كن عبدًا لعاداتي وتقاليدي وتفاهاتي، أو اِغرُب عن وجهي أيها العاصي.. أو أيها الضال المنحرف..
إنه ينبذك ويرهبك ويحط من شأنك إذا استخدمت عقلك بشكل صحيح..
كأن شعاره: أتحداك أن تفكر!
لا تكن مختلفا، عليك أن تفكّر مثلما نفكر، وعش على طريقتنا العمياء.
كن مُتخلِّفًا لا مُختلِفًا..
إنه المجتمع الذي تسيطر عليه آفة الكلام المُبتذَل، فتستنزِف طاقته الذهنية، وتجعل قلبه غَليظًا، ولسانه سليطًا..
مجتمع مثل هذا، لا ولن يعطي أي قيمة لأي نشاط إبداعي فكري مستنير، ولن يحترم أي عمل تنويري.
الحرية روح الإبداع، ومجتمع التطرف والتكفير والنفاق يضيق صدره بهذه الروح، وسوف يُحارب الإبداع الحر، ويكره المبدعين المتحرّرين، ويتنمّر عليهم بقسوة وفظاظة..
والمجتمع المُكبَّل بالقيود، مُعادٍ للحرية، ولا يتصرف بحرية إلا عندما يمارس الشر، إنه يمارس البشاعة التي تفسد عليه حياته.
مهمة الكتابة هي تحطيم قيود المجتمع، وتفتيح وعيه، وتعليمه طُرقًا مختلفة للتفكير والعيش، بحيث تجعله يعرف نفسه، ويفهم الحياة، ويحترم الاختلاف.