موعود:
ألحان بليغ حمدي
غناء عبدالحليم حافظ
- كتب: جمال حسن
تبدأ الأغنية بلحن مرسل على الوتريات مقامه نهاوند، فيه مسحة الافتتاحيات الدرامية، ثم يتبعه لحن على الجيتار مع كوردات الكيبورد وايقاع الرومبا. ويتسم بحيوية ونشاط لحني وطابع غربي راقص. وهذا اللحن هو الثيمة الرئيسية للمقدمة.
ثم عودة إلى لحن الاستهلالة المُرسل يتبعه صولو جيتار، على نفس المقام، ومن جديد يصدح اللحن النشط والرئيسي في المقدمة، لينتهي بقفلة.
تتبعه ايقاعات شعبية مصرية، بفقرة تتسم بروح شعبية خالصة، يبدأها لحن على البيات يؤديه الاوكرديون وتجاوبه الوتريات، ونلاحظ سمة بليغ حمدي في استخدام جمل قصيرة، لينتقل إلى مقام الحجاز ايضاً على الاوكرديون والوتريات. ثم عودة إلى النهاوند والثيمة اللحنية الرئيسية النشطة ذات الطابع الغربي.
وهنا تذهب المقدمة الموسيقية إلى الطابع المتعارف وقتها في استعراض لتعدد الفقرات اللحنية والتنقلات المقامية، تنزع عنه وحدته. كما يوظف بليغ جمل لحنية راقصة خصوصاً ذات الطابع الشعبي.
الغناء
يمهد أدلب قصير مُرسل على الوتريات للغناء ومن نفس المقام النهاوند يغني حليم: موعود معايا بالعذاب. ويستمر على نفس المقام حتى غناءه ميل وحدف منديله على مقام الكُرد ثم وأمانة يا دنيا أمانة، والتي يغنيها بلحنين الأول على مقام الكرد، والثاني على مقام متفرع من الكرد ليختتم لحن المذهب على النهاوند.
الغصن الأول
جملة موسيقية على مقام النهاوند وهو مقام الغناء ايضاً، تاني تاني تاني حنروح للحب تاني.
ويستمر مقام النهاوند حتى ويغيب القمر ونعيش السهر
ثم ينتقل إلى البيات في لحن تطريبي “ياليل آه يا حضن السهارى” وهو على هيئة سؤال، وبطابع تطريبي واضح، ثم يرد عليه بجواب على مقام النهاوند وبطابع تعبيري: ياللي شفت في عينية الدموع وانا راجع دايما وحيد.
وهكذا ايضاً في سؤال بنفس التعبير، يتلوه عبارة: خلي فجر الحب يطلع يملأ مشوارنا الجديد
ثم ينتقل إلى لحن المذهب بأداء عبدالحليم وترديد المجموعة.
الغصن الثاني
ينتقل في هذا الجزء إلى موسيقى على مقام الراست بلحن شعبي وايقاعات شعبيةمع تحويلة قصيرة إلى الحجاز على الكيبورد، ليعود إلى الراست ويبدأ الغناء على الراست: ابتدأ ابتدأ ابتدأ المشوار وآه يا خوفي” إلى نهاية المقطع: “رايح وانا محتار آه يا خوفي”.
ثم تاتي جملة موسيقية قصيرة على مقام النوا أثر، تلعب دور الجسر مفضية للغناء على مقام الطرزنوين، وهو فصيل من عائلة مقام الكرد.
في هذا الجزء يستعرض بليغ في التنقلات المقامية. فينتقل إلى مقام النهاوند عند: كل حاجة فكرت فيها في لحظة واحدة رديت… مع تحول عند نهاية الجملة “من عينيها” على مقام البيات.
بعدها يذهب إلى مقام الصبا: الأمان في عينيها، حسيت اني عديت للأمان في عينيها”. مع انتقال إلى مقام النهاوند في والحنان خذ مني وادفأ، ويعود إلى الصبا في “ياللي محروم م الحنان”.
وبعدها ينتقل إلى مقام الكرد في “والقمر طلع الى نهاية هذا الجزء ليعود إلى غناء المذهب وأمانة يا دنيا امانة.
الغصن الثالث
يعود بليغ حمدي إلى مقام النهاوند في هذا الجزء من الأغنية، سواء في الجملة الموسيقية أو الغناء: شوف بقينا فين يا قلبي.
وينتقل عبر فاصل موسيقي قصير متصاعد على مقام الكرد ويغني ضمن المقام نفسه: بتصحي الطريق خطوينا وأنين السنين.. ايضاً بتصعيد ينم عن التوتر، ينخفض عند اعادته ترديد والناي الحزين على الصبا، يتبعه صوت ناي على نفس المقام.
ثم يعود إلى النهاوند في: تاني تاني راجعين للحب تاني، وباللحن نفسه في أول غصن.
ملاحظة:
طبعا التنقلات المقامية لم تكن تضع في اعتبارها الوحدة اللحنية، لذا سنرى ألحان مختلفة عبر سبك مقامي، لكن أحيان متباعدة في روحها ومستعارة من سمات مختلفة وبعيدة عن بعضها. فكان الملحنون لا يضعون في اعتبارهم اثناء تلك التنقلات الحفاظ على وحدة اللحن العضوية.