- ماهر محمد
سأقصُّ لك غصناً من كتف غابة
كما كلمة ميتة في مطلع قصيدة
وسأُخبرك عن السبب فيما بعد..
أما بعد..
هذا العالمُ قذرٌ ولن يدعك في سبيلك..
مُخطئةٌ أنت إن ظننت بأنّ مديرك في العمل
لن يتحرّش بك كما في السرّ بخادمة منزله..
والدك أيضاً لن يتردّد لثانيةٍ في قتلك
ما أن يلمح اسمي على شاشة جوالك..
كوني على ثقة بأن إخوتك لن يقفوا في صفّك
ما دامت زوجاتهنّ يوشوشن بحرص
وفي آخر الليل يتمنّعن
ليحصلوا على التوّسل لمضاجعة عابرة..
البقال الذي كان يدعوك “يا ابنتي”
لن يشطب دينك من الدفتر دون مُقابل..
جرّبي شراء نصف كيلو من الخيار
وستجدي مُختلاً ما يُطاردك لآخر السوق..
هذا العالم قبيحٌ كقيحٍ يخرجُ من جرح
صدقيني لن تستطيعي مواجهة هذه الذكورة المُفرطة
بمُسدسٍ أنثوي كاتمٍ للقسوة
بلا شكّ سينقلبون على ظهورهم ضحكاً
لأن في نظرهم، هو مُجرّد مُسدس ماءٍ لا أكثر
يُبلّلُ بدلاتهم الأنيقة من فوق جلودهم العفنة..
أقول لك هذا لأنني الوحيد الذي أحبك بصدق
لذا غادرت بهدوء عاصفة لم تأت بعد
وأنا آسف لذلك..
حسناً.. اتركي الرسالة الآن
وتوجهي لقلب المدينة
عند ذلك السور
وأنت تدخلين قولي :
“السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون”
ولا تسألي حارس المقبرة
توجهي يساراً جهة القلب
نعم.. في الزاوية
توقفي هنا..
إقرأي الفاتحة
ثم اغرزي ذلك الغصن المقطوع من كتف غابة
كما كلمة ميتة في مطلع قصيدة
في التراب قرب الشاهدة،
احفري قليلاً فقط،
كي لا تواجهي جثةً أعياها التعب
وستجدي رسالة أُخرى :
“هذا العالمُ قذرٌ ولن يدعك في سبيلك،
وستجدينني قد تركتُ لك مُسدساً حقيقياً”..