- ريان الشيباني
من هذه الزاوية الصغيرة في نهاية العالم
هنا، حيث اختفى بلد
وتغرق أخرى وهي تحاول الأخذ بيديه
من فوضى الكتب، والموسيقى، وأعواد القات
وأم كلثوم “ولا ليلة ولايوم..”
وبجوار صوتها الكئيب، نتصارع نحن الأخوة الأعداء
من النافذة يأتي نباح بعيد، يقطعه صوت دراجة نارية
“ولا ليلة ولا يوم، أنا ذقت النوم..”
أسمع عامل مطعم الكباب، يدحرج أسطوانة غاز
لصوتها الفارغ صلصلة حزينة
لن أنتحب لأجلك أيتها المحبوبة النادرة
لن أفتح دكاني للأسى
“وأبداً، أبداً.. أهدا اللي مش ممكن أبداً”
لكني مضطغن قليلاً، على ما؟
لست أدري.. فقط بطارية هاتفي الخلوي تنق كل دقيقة
وهذه الكلمات تعطلني عن سماع أغنية كاملة
لا أستطيع أن أقول إن هذه الحرب ليست حربي
أو هي حربي، فأنا لم ألمس بندقية منذ 18 عاما،
مع ذلك، تنمو الأحراش في الداخل
سأنهض أخبيء السكاكين في أدراج المطبخ
“ذكريات حبي وحبك ما انسهاش..”،
رئة العالم تحترق لتمدد أبقار السيد جايير بولسونارو سيقانها
ويتدحرج العالم
من هذه الزاوية الصغيرة..
“تعجبني المواعيد الأخيرة
وضجيج الفوضى الذي يخرجني إلى طريق ما”.