- عبدالقادر صبري
في الساعة الأولى في عيد الحب ، وقت الزُّلفة قالت:
كلُّ عام و أنت جنوني
كلّ عام و أنت قصيدتي
بي منك زلزلة الساعة
وشهوة الرياح ..
بي منك مايغمرني ويجرف.
…
قلت في ساعته الثانية المبهرة:
لم أُعاشر شمساً قبلكِ
علميني من أين يؤتى النورُ ..
وكيف أقبِّلُ ثغرَ الصلاة؟!
…
في الساعة الثالثة عند السحر قالت :
قمراً يخصكمو .. ونجماً من سمائكمو ..
سماءٌ لا تبارح منتهى أمانيكمْ
وحلمٌ لا يجيد الحُلمَ إلا في مآقيكم
أنا
…
في الساعة الرابعة فجراً قلت:
قلبٌ لا يشتاقكِ لا يخصني..
شفتانِ لا تُقِرّان ارتعاشتكِ ليستا لي..
جسدٌ لا يؤويكِ يُضلُّني..
روحٌ لا تسكنكِ أنزعها كخاتمٍ وأضيع.
…
في الساعة الخامسة صُبحاً قالت :
لن أعبرك الّا إليك
…
وعند الصباح في الساعة السادسة قلت:
سأنتظرك عند نجمة الصباح
أطلي علينا من شباكك فجراً
فإطلالتك لنا مدار
…
ومع الشروق في الساعة السابعة قالت:
سأكتبُ حرفي بلون الشروقِ
وأعلن أنّ الحنين إليكَ يكادُ يمزّقُ قلبي النّدِيِّ
سأخبرُ نفسي بأنَّك شمسي
و أشرقُ كالصّبحِ من مقلتيكْ.
…
في بكور الساعة الثامنة قلت:
باسمك … تَمُرُّ العصافير طليقةً
و باسمك … يمرّ النهار حديقة
و باسمك تحيــــــا المياه.
…
وغداة الساعة التاسعة قالت:
تنبت في فمي صحراء كلّما ناديتُ باسمك
ويزهرُ المطر
…
في ساعة الضحى، عند العاشرة قلت :
كيفَ لقلبٍ تَخضَّبَ باسمكِ
أن يُجيدَ الانفلاتَ مِنكِ
كيف؟!
…
في الهاجرة، تمام الساعة الحادية عشرة، قالت :
إني عالق بك
ان افلت اصابعي
اضييييييييييع
…
وانتصف النهار
وفي ساعة الظهيرة، الثانية عشرة، قلت:
افتحي لريحي مشرعةً أبوابكِ
فأنا لا يتسع لمواسمي حلمُ الوسائدِ كلُّها.
…
وفي الواحدة رواحاً قالت:
أحببتك من بلاد المــــــــــــــوت
فلماذا
لماذا شختُ في بلد الحياة؟!
…
وفي الثانية عصرا قلت:
انثريني حيث شئتِ
مابين جبينكِ ويمينك
مابين يساركِ وجبينك
كلُّها موطني.
…
وفي الثالثة قصرا، قالت:
خذ ما شئت من موتي
أنت الحياة.
…
وعند الأصيل ، في الساعة الرابعة قلت:
أحياناً أشعر كما لو كنتِ ابنتي ..
ولكنك حبيبتي!
أي شعورٍ يمكن أن يستوعب الحالتين؟!
سأعتبرك وردتي ..
فالوردة يمكن أن تكون
حبيبةً ..
ومعشوقةً ..
وفي ذات الوقت ..
مدللة كطفلةٍ
أ نت لي كذلك.
…
في العشي، عند الخامسة قالت:
لا شيء..
إنِّي أعيدُ دوزان وريدي على أنغامك.
…
في السادسة قبيل الغروب قلت:
حين تغيبين
تنام الشمس
بين جوانحي
ويشهق الحجر.
…
وفي اولى ساعات المساء، في السابعة، ساعة الشفق، قالت:
أبدأُ منك .. كي أنتهي إليك
و أنتهي بك .. كي أبعث من جديد.
…
وفي الثامنة، عند الغسق، كنت دائخا وثملا من الحب فقلت:
ذاكرتي مهترئة
انا اناديك حبيبتي
ولا اعرف لك اسما غيره
…
في التاسعة ، في عتمة الليل قالت:
حين يكون قلباً ندياً كقلبي.
تكون مياهَهُ.
…
في العاشرة ليلا، في السدفة، وقد تملك مني العشق قلت :
حبيبتي..
لا أدري كيف تحولتُ
من شاعرٍ إلى هاوٍ
حبك أفقدني احترافي
كما تعود الأطباءُ
على تقطيع القلوب بالمشارط..
يجيد الشعراءُ ..
تقطيع القلوب بالكلمات
لكنني الآن..
أنا الذي يتقطعُ قلبي،
لا أدري..
إن كان الحب يسبب كل هذا الألم!
كنت أعتبره لعبة شعراء،
فإذا بي..
لعبةً في يد قلبي.
…
وفي الحادية عشرة قبل انتصاف الليل الفاحم، قالت:
نم يا حبيبي هانئاً وديعاً
تغطيك رموشي
ويحرسك قلبي
وتحفك روحي
سأصلي لأجلك صلاة الحب
ستسمع صلاتي
وسيقول قلبك
آمين
…
وعند انتصاف ليلة الحب
وقت الزلة،في الثانية عشرة أنشدت بأغنيةٍ وَجِلةٍ قائلاً:
أتيتُ يا حبيبتي
على وَجَل ..
في ناظريكِ جِدُّ
يعتمر السؤالْ.
الطامعون بيننا
قلوبهم ..
وعيونهم ..
وبيننا ما بيننا
فبيننا اجتهادات الأباعد بالسؤالْ
لكن حبَّكِ لم يزلْ
يحيا على جمر المُحالْ
كم من رصاصٍ يكفهمْ
ليبددوا حُلمي المُحال
حلمي المعتَّقِ في دمي
هو كالمحال عندهم
لكنَّما تتوالد الأحلام من شهقاته
وتحيطُ فوهة البنادق بالمحالْ
عبثاً يموت
حلمٌ تكحَّلَ من شذاك
عبثاً يموت
إني أحبك مثلما
أحببت تحقيق المحال
…
فاكتمل قمر الحب ساعتها فقالت : إلى أين يأخذنا قمرٌ لايغيب؟!
قلت : إلى حيثُ لا ينتهي زمن الذكرياتِ.
فقال القمر الدائخ بيننا : هيما معاً في مدار الهوى
حيث لا شرقَ..
لا غربَ ..
و لا دورانَ
سوى حول كوكب “حُبّ”.