- محمد عبدالرحمن المسني
كنا نعاني الديكتاتور وخرجنا إلى الساحات المغدورة كان لنا حلم كبير بالخلاص العظيم من حقبة كان تثقل كواهلنا في طريق حالك السواد..
وياليتنا لم نخرج ولم نزح الديكتاتور الذين كان يمارس هواياته ونزقه لوحده، وبعد خروجنا النزيه والبريء أثمر خروجنا كوابيس ديكتاتورية مرة المذاق فقد أصبح في كل قسم ديكتاتور وفي إدارة وحش وفي كل جهة عابث.
أصبحنا ملطشه لكل مسؤول وصل لكرسي الإداره بالحزبية والوساطة والمحسوبية أو أمتلك صك غفران من مروره في نومه في ساحات الحرية..
لقد أصبحنا مطية لمرضى النفوس والحاقدين على الشرفاء وأعداء النزاهة..
هذا الفرق بيننا وبين الغرب، إنهم يأخذون بيد الفاشل حتى ينجح ونحن نأخذ بيد الناجح حتى يفشل والنزيه حتى ندمره ونشل من حركته ودفاعه عن الظلم، هي العقلية الحقيرة بإمتياز الموغلة بالحقد والحسد اللهم أكفنا شر حاسد إذا حسد..
كلما كتبت منشور أو نشرت مقالا صادقا عن الظلم والفساد ونصرت مظلوما سلط الظالمين سهامهم علي..
لم يجدوا في مسيرتي إلا النزاهة والشرف فتسلطوا على رزق عيالي، فهم يعلمون جيدا أني شريف ولا أملك سوى وظيفتي بينما يتفرغ الآلاف لوظائفهم الخاصة ويجمعون الملايين ويتقاضون رواتبهم من الدولة وهم لم يحضروا يوما ولم يؤدوا أي واجب سوى نفوذهم واستغلالهم للوظيفة العامة..
لقد أصبح وضعنا لا يطاق.. لا وطن بل جحيم تسلطت فيه الشياطين والمردة والوحوش وكل كائنات الضحلة .
نهبت أملاكنا فصبرنا، تطاول علينا كل الجهله فأحستبنا، تعدى علينا القريب قبل البعيد فرفعنا أكفنا للسماء نبتهل إلى الله أن يرفع عنا الجور والجهل ولازلنا نبتهل وندعوا الله العادل..
حكايتي كالتالي كنت مدرب للعلاقات العامة في معهد أروى التقني بصنعاء، وعملنا مع إدارة وزميلات لايقدرن بثمن ثم أتت الثورة التي أضطرينا معها ومع ظروف قاهرة للإنتقال إلى تعز، وكانت إدارة معهد أروى في غاية الإنسانية معنا، وعرضوا علي أن أداوم حتى يوم واحد في الشهر فقد كانوا يقدرون عملي بصدق ولكن الظروف كانت أقوى من رغبتهم النبيلة في الإحتفاظ بمعلم يؤدي واجبه بإخلاص، وبعد نزولي لتعز بمكرمة وتعاون من الفقيد عبدالقادر هلال أمين العاصمة رغم أن النقل كان موقف في تلك السنة… ومن تعز تم تحويل عملي إلى المعهد التقني بالصنة، وهي عزله تقدس العلم والمعلم وقضيت معهم سنوات، ثم كانت كارثة الحرب وانقطاع الرواتب، وكنا نقترض حق المواصلات، وعملنا بكل جد وبدون رواتب، ولكن ولعظمة الطلاب وشغفهم بالعلم ضحينا معهم، وعندما عادت الرواتب وأرتفعت الأسعار أصبحت أنفق نصف الراتب للمواصلات، ومن ثم حصلت علي طلب إحتياج في عزلتي في المعهد التقني في التربة كوني متخصص في الإعلام ولديهم قسم تصوير وليس هناك مدرب السلامة المهنية للإعلاميين ومادة التشريعات الإعلامية، وأستمر عملي بتفاني حتى اللحظة ولم أتغيب ليوم واحد منذ عشرون عام وتشهد لي كل المؤسسات التي عملت مها سواء في مؤسسة يمن تايمز الرائدة أو شركة شولق أو عملي كرئيس شعبة الصحافة أو عملي الحكومي ويشهد كل من زاملتهم بذلك..
وقبل أشهر فوجئت باستقطاع خصم من راتبي من المعهد الذي كان عميده الأستاذ شاكر الصنوي،ثم توفاه الله ليحل محله شيطان يعبث بالوظيفة ويحارب الشرفاء، وعندما سألت عن السبب قيل لأن المسؤول الذي وجه بالخصم متعنت وتلقيت وعد بأن لايتكرر الأمر، وبحسب عميد المعهد فإنه توصى بي خيرا وأنه جرى التهديد من ذاك المسؤول في المكتب بأنه سوف يوقف راتبي، لكن العميد الذي أعمل تحت إدارته الأستاذ الفاضل والمهندس القدير ياسر عبدالله سعيد مشكور راجعه وفوجئت مرة أخرى ولأشهر متعددة بالخصم من راتبي، ورغم توجيهات محافظ المحافظة بإيقاف الخصم، إلا أن توجيهاته ضرب بها عرض الحائط وهاهم يعاودن الخصم من راتبي لكن هذه المرة بصلف أكبر وظلم أفدح لقد خصموا تسعين بالمائة من راتبي عدوان واستهتار بكل القوانين وبكل مسؤول وجه بإيقاف الخصم من راتبي..
إنها المكافأة لي عن التفاني بعملي وتقديمي مادة علمية متخصصة للطلاب.. في تعنت واضح وإستهداف للكفاءات.. أتعرض لهذا التطفيش والتضييق والخصم من راتبي، مع أني أعمل بضمير كمدرب لمادة التشريعات الإعلامية ومادة السلامة المهنية للإعلاميين في المعهد التقني بالتربة، ومنقول إداريا لمعهد التربة من مديرية المعافر..
لكن الأيادي الخفية والعابثين وأعداء النزاهة وخفافيش الظلام في مختلف المكاتب، ولا أستثني هنا أحدا.. يحاربون الشرفاء ويضيقون عليهم بأدوات قذرة دون رادع من أحد ولا رقابة من ضمير..
لي أربعة أعوام أداوم في مدينة التربة بانتظام وبكل جد واجتهاد وتفاني والمتخصص الوحيد في قسم التصوير، وتستطيعون التأكد من عميد المعهد ومع ذلك كلما كتبت مقال أشجع فيه ناجح أو أنتقد ظالم سلطوا إجرامهم على قوت عيالي الذي بالماد يحقق لنا الحد الأدنى من كرامة العيش.. مع العلم إني المدرب الوحيد في قسم التصوير بالتربة الذي يعمل بتخصصي
ورئيس قسم الأنشطة الثقافية والرياضية.. بدل من تقديري كوني أدخلت أحدث العلوم في التشريعات الإعلامية والسلامة المهنية للإعلاميين في المعهد وبدل تعميمها في كل المعاهد بعد أن كان الطلاب يدرسون مادتان بعيدتان عن التخصص..
من هذا الديكتاتور الذي يحارب العلم ويطفش الكفاءات؟ وهل هناك من يضع حدا لهذا العبث والإستكبار؟ ومن يعيد للعلم إعتباره وللوظيفة كرامتها وهل يتم إنصافي أم سيواصل الديكتاتور صلفه وأذيته وتطفيش الكادر التدريسي؟
هذا حالي أنا الذي أستطيع أن أعبر عن مظلوميتي فماذا عن من لايستطيعون ذلك من المظلومين؟!
لن أسكت!.