خلاف علي ومعاوية.. استثمار سياسي بصورة جديدة
- عمران الحمادي
_لايزال العقل اليمني يناقش فكرة خلاف نشب بين علي ومعاوية، في الوقت الذي يسعى فيه العقل البشري المتقدم الغير محصور في حدود جغرافية محددة إلى تقديم أفضل ماتوصل إليه عن طريق العلم من خلال البحث والتجربة معطياً أنموذجاً عجزت اليمن أن تأخذ منه الشيء اليسير ، هذا التقدم العلمي أحدث أكثر من ثورة بطرق غيرمباشرة على مستوى دول العالم كافة يؤكد مدى توظيف العلم «المختبر» إضافةً إلى مراكز البحوث والتطوير لدى مجتمعات اختارته عن قناعة تامة داحضةً به الكثير من الخرافات والأساطير المكتوبة أساساً لكل شيء يخدم البشرية والإنسانية ، ولم يقتصر إيمانها به على مستوى التجربة ففي ظل الصراعات الاقتصادية الطارئة مؤخراً مهدت له الطريق ليصبح مرتكزاً هاماً في سياستها ومحادثاتها الكثيرة وهو ما جعل منها محل تهافت العلماء والباحثين المقبلين عليها من عدة دول كثيرة، في المقابل لا تزال العقلية اليمنية تغرق يوماً بعد آخر في محطات تاريخية لم تقدم أي شيء يخدم العلم فتاريخها كلها حروب وأحداث دامية، بإرادة من حكامها.!
هذا الخلاف الذي تذهب إليه فصائل الشيعة واصفين معاوية بأنه متمرد وخرج عن طاعة ولي الأمر في صورة وجدت طريقاً متسعاً رغم تلاشي الحدث مع مرور الزمن، ليأتي اليمني يناقش عبر الدراما المرتقبة ليقول في مخرج هدفه الأخير بأنّ معاوية بطلاً خارقاً كان يمتلك كل الحق في طريقه المنتهي ضد عليّ، واصفين الأخير بصورة غير مباشرة بأنه ضعيف ولم يقدم أي نجاح في زمانه.!
فشل العقلية تثبته استمرارية الإرتهان إلى ماضٍ يثبت الواقع والسينما بأنها عجزت عن تجاوز اشكالية حدثت قبل مئات السنيين وماتت لدى كثير من العقول المهاجرة التي استفادت من البيئة الأخرى التي لم تقف عند أحداثها بإرادةمن قبل المُسوقين لإشكالية يسعون من ورائها إلى استمرارية الجلوس على كرسيّ السلطة باختلاق مثل هذه المحاور الغيرمجدية،فتضمن بذلك بقائها على مكانها لفترة أطول.!
فلم يكن اليمني إبّان الخلافة الإسلامية منذ بدء نشء الرسالة المحمديّة والتي ابتدأت بسالة انسانية جامعة وانتهت عند أول يوم للخلافة بل وتحولت إلى مشروع سياسي يهدف للسيطرة، لم يكن لليمن أي تواجد فعليّ كجغرافية فاعلة طوال جميع المراحل، في تعمد غير مباشر بتهمشيها واستهلاكها بأكثر من حرب، خاصةً بعد أن دخلت في الدعوة المحمدية بكل بساطة، الأمر الذي عكس صورة واضحة لدى مشروع الإسلام السياسيّ بأنها جغرافية جاهزة للإستخدام، فلم تنال اليمن على أي امتيازات ولم تُعطى جغرافيتها أي مركز ديني كبقية الدول مثل العراق وسوريا.
ومايثير الخوف هو كمية الإسراع في مناقشة خلاف سحقه الزمن لكن اليمني لم يمنح عقليته كسلطة مسيطرة أي مبادرة بمحاولة تجاوزه قليلاً، بل وأعطاه طريقاً تتسع يوماً بعد آخر داخل جغرافية لم تستريح منه منذ وقوعه ، حتى أضحت تابعة له بشكل كبير، ليغدو اليوم بشكل أسرع من السابق بعد ترتيب وتدبير منظم، واصلاً إلى مبتغاه الذي رسموه له جغرافياًّ وزمانياً ، في صورة أكثر خطورة تحتاج من كل عقل أن يقف وقفة جادة ليبدأ طريقاً سوياً، وبدلاً من القيام بذلك لتحرير العقل من كل التقزيم الذي يتعرض له واقعياً الذي أضحى تفاصيل حياة الكثير بشكل شبه يومي، هانحن نجد الدراما المرتقبة قد اختارت طريقاً معكوساً مقدمةً لنفسها ذريعة الرد على عنصرية اجتاحت أكثر المدن متخذةً منها ساحات عرض لخلاف تتجاوزه الحداثة الحقيقية ولا تقبله كشيء لإثارة الجدال ، وبدلاً من إشغال العقل صوب قضايا بإمكان العقل التعاطي معها تجدهم يحشرون في كل الزوايا ويضربون الفراغ المرتدعليهم ، ويقررون في صورة رد العنصرية بعنصرية مضادة مواجهة خليفتهم بثائر أحرقه الزمن ولم يعد له أي وجود وباتت الثورات أكثر حداثة منه أيضاً فلماذا الإستمرارية.؟.
2023/2/20





