- كتب: محمد مرشد عقابي
صبري مهدي حسان، أحد أبناء منطقة النجيفة في مديرية حبيل جبر بردفان محافظة لحج، ﻋﺎﺵ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻣﺤﺒﺎً ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، حيث ﻋﻤﻞ في بداياته ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ الأليفة منها ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃستطاع قبل عامين الحصول على حيوان مفترس (ضبع) في إحدى جبال قريته بعد عملية ترصد طوال الليل بحثاً عن هذه الحيوانات التي فتكت باغنام أبناء المنطقة، وتمكن خلال تلك العملية من قتل ضبع بالغ والإمساك بآخر وأخذه إلى حوش منزله ليقوم بترويضه حتى أصبح بالنسبة له كأحد أفراد أسرته بحسب حديثه إلينا.
ﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺣﻴﺎة الشاب صبري تتغير، ﺣﻴﺚ ﺳﺨﺮ ﺃﻏﻠﺐ ﻭﻗﺘﻪ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ هذا الحيوان الذي اسميته كرستيان، وﺑﺪﺃﺕ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺮم كرستيان ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻓﻘﻂ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻴﺐ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺣﻠﻴﺐ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﻣﻊ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻫﻜﺬﺍ ﻋﺎﺵ ﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ، وﻛﻨﺖ ﺃﺑﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻟﻌﺐ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ باحة ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺟﻠﺒﺖ ﻟﻪ بعض الحيوانات ﻟﻜﻲ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻌﻬﺎ، وﻣﻦ وﻗﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً.
ويتابع صبري حديثه بالقول: “ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺮﺗﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺎ تحذيري ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺀ ﻫﺬﺍ الحيوان المفترس ﺩﺍﺧﻞ اﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ كريستيان ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ اﻷﺳﺮﺓ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﻭﻳﻠﻌﺐ ﻣﻌﻪ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺘﺨﻮﻓﻴﻦ ﻷﻥ كرستيان ﻇﺎﻫﺮﺓ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ المديرية والمحافظة.
ويستدرك: أﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﻓﻘﻨﻲ كرستيان ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔ داخل أسواق المدينة وﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻩ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ حيث ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎً ﻟﻜﻨﻪ ﻫﺎﺩﺉ، ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﺠﻮﻻﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﺎﺩ كرستيان ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄﻳﺎﻡ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻨﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ بعدد من المناطق والمديريات ﺣﻴﺚ كان ﺍﻟﻜﻞ مندهش وﻣﺴﺘﻐﺮﺏ ﻣﻦ ترويضي لهذا الحيوان الذي يعد من فصائل الوحوش الكاسرة.
وقال: “من ﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺷﻬﺮﺓ كرستيان، وبدأت ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﺘﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻲ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ “ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ الضبع ﺻﺪﻳﻘﺎً ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﺨﻮﻑ من مثل هذه الحيوانات؟ ﻫﻨﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﺳﺨﺮ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻟﺘﺮﻭﻳﻀﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺻﺪﻳﻘﺎً ﻟﻄﻴﻔﺎً للإﻧﺴﺎﻥ”، ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻟﻘﺎﺀ ﺑﻴﻦ كرستيان ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺨﻮﻓﺎً ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ ﻟﻜﻦ ﻛﻠﻲ ﺛﻘﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺨﺬﻟﻨﻲ رغم إنزعاجه من التجمهر، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﺘﺨﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ، وتلاشت مخاوفهم.
Manira Salm