- كتب: محمد اللوزي
الصنمية في الافكار في الشخوص في المواقف في الأيديولوجيا في المفاهيم في الموروث.. هي المدمرة.. هي إلغاء للعقل واستلاب وجود، وهي هيمنة الآخر عليك كذات أيًا كان الآخر هذا.. وهي رفض للعقل والإبداع، وقبول بالمهيمن المسيطر الذي يعتقل حريتك ويجعلها حبيسته لترى من خلاله مايريد.
الصنمية هي التي تسكن المتخلف وتجعله حاميًا لمصالح طبقية عليا ليبقى مجرد واهم وحالم فيما الآخر هو المتحكم الآمر القوي.. الصنمية أن تظل أسيرًا لوافد عليك تقبله على علاته لا تعمل ذهنك ولا تناقش ولا يحق لك أن تفكر، هو من ينوبك في التفكير ويحدد مالذي يجب وما عليك فعله وكيف تكون، فيما أنت خارج العصر لا وجود لك، لذلك تعيش حالة اغتراب مع ذاتك في علاقتها بالعالم لاتعبر عن كينونتك من خلال فعلك، أنت لذلك تعيش مرارات لا حصر لها دون أن تدرك، لأنك بلا وعي، بلا تفكير، بلا حرية.. الصنمية ظلااااااااااااام ووباء حقيقي يستلب الإنسان إنسانيته، ومعنى أن يكون مبدعًا في صميم وجوده، ويمنع عنه أن يعيش أخلاقيًا وقيميًا مع العصر وإيقاعاته المتجددة القادر على فهمها والتعامل معها بإمتلاكه المعنى الصميمي لذاته في علاقتها بالعالم.. الصنمية أن تكون أنت غيرك، وأن تتقيد بشروط وضوابط المالك لك، بما يلقيه من ظلال كلام، وتمتمات معان، وتفسير وجودك كإمتداد له، يحفل به، ويهيمن من خلاله لتبقى مصالحه وقدرته على السيطرة والاستعلاء وإستلاب البشر أحلامهم.. الصنمية تعثر في الزمكان، وإسدال ستار على المستقبل، وعجز عن التشوفإلى القادم، والبقاء في البعد الأقل من واحد، وأن لاتكون أنت أنت، وأن يكون الهو متمكنا من الذات بعد أن أسدل عليها ستار من الأحاجي والتمائم والأحراز، وجعلها تعيش خرافات و(فوبيا) الرفض لكل عالق هزيل بلامعنى.. الصنمية تدجين حقيقي للإنسان، وحجب حياة، وشحة تفكير وموقف ورؤية، وهي تخبط وعشوائية وإرتجال وشيء من الهذيان و(تابو) يصعب تجاوزه أو كسره، وهي تسليم مطلق لغير الله، وتمليك من لايملك حق الفعل والدراية نيابة عن الذات المنهزمة في اشتغالها على يابس القول وخبالات التسطيح للفكر، وجعله شعوذة وتدجيل وإرتهان لايحد.. الصنمية ليست حجرًا منحوتًا، ولا تمثالا مصنوعًا.. إنها أفكارنا الجامدة، وعجزنا في تحريك الذهني، وتثبيت العقل عند نقطة التلقي والاستهلاك للماضي وجعله حجة علينا وعلى من بعدنا.. الصنمية استغراق في الهامش دون المتن، وفي العنعنة بعيدا عن الفحوى، وفي التلقي والاستهلاك الكلامي دون الإنتاج والإنجاز والقدرة على صياغة أفضل للمستقبل.. الصنمية لها أكثر من بعد صنمية في الشخوص، وفي الفكرة، وفي الماضي بنصوصه الجاهزة لردع الإنسان من أن يكون ذاتًا عاقلة مفكرة قادرة على فهم المعطى الحياتي والاشتغال على المستقبل.. الصنمية هي البؤس الذي نحن فيه.. هي نحن حين نقبل بالدعة والاسترخاء وواقع حال مريض.