- عادل الأحمدي
(1)
ثاوِ يُبعثرُهُ الأسى
ويَهُدُّهُ الألمُ المُخدَّرُ في الضلوعْ
ثاوٍ بركنٍ في المَقيلِ مُلَبَّدَ الرؤيا
يُودعُ حُلمَهَ الذاوي
وتَلْمعُ في مآقيهِ الدموعْ.
(2)
ثاوٍ
وغيمٌ مُوشِكٌ
والقلبُ فُرنُ الذكرياتِ..
دقائقٌ كسلى
وكم حاولتُ يا لمياءُ أقسمُ أنني..
لكنّ طيْفَكِ قاهرٌ
والشمعُ في كفي يذوبُ
أصابعي احترقتْ
وكهفٌ فاغِرٌ في الروحِ
باعتني إلى الآلامِ أغنيتي
ونجمٌ ساهرٌ في الأفقِ
يرمُقُ وُحشتي
ويظلُّ يُومِضُ من بعيدْ
ثاوِ هنا وحدي
ولا شُبّابة تُشجي
ولا أُذُنٌ يُسامرُها صدى وجعي
ولا موجٌ سيُرجِعُني إليكْ
ثاوِ
وماءُ الروحِ مسكوبٌ على رملِ التصَبُّرِ
قيلَ الوقتُ، يا وجعي، طبيبْ.
(3)
ثاوٍ
ويُشعِلُني إلى أيامِها ظمأُ الوَفِيْ
تتبخّرُ الأحلامُ
يلْفحُني هجيرُكِ
هأنا المتروكُ في عَرضِ الفيافي دونما أملٍ
ولا زادٍ
وفَيْْ
البَيْنُ يعصِرُ حبّةَ الليمونِ من كبدي
ويسقي مُقلتَيْ
“سأمُرُّ
قد مَرُّوا وما احترقوا”
ولكنَّ الذي أحببتُ ليس كمثلِهِ خِلُّ
ولا صنعاءُ قد عرفتْ، كطلْعتهِ، نَجِيْ.
(4)
ثاوٍ
ولا أملٌ يُساوِرُ مهجةَ الثاوي الحزينْ
عن أيّ جُرمٍ سوف يعتذرُ المحبُّ اذا استبدّ به الحنينْ
الشِّعرُ سلوانٌ
وبعضُ الناسِ يا سلوى ضَنينْ.
(5)
“أوَ تقرأينَ الشعرَ؟
قالت: نقطةُ الضَّعفِ الوحيدةْ…”
واليومَ تُمطرُني إلى وديانِها سُحُبُ القصيدةْ
الذكرياتُ تهزُّني
والأمسياتُ تشُجُّني
يا خالقَ النسيانِ علّمني،
كما علّمتَها،
أُسُسَ الجفاءِ
وصَنْعةَ اللغةِ العنيدةْ.
(6)
عنقودُ لُقيانا تقاسمناهُ
آخِرُ حَبّةٍ كانت لَديكْ
ولَديكِ يا مولاةَ أحزاني تفتّقتِ المواهبُ كلُّها وتفنَّنَ الحاوي ليُضحِكَ مقلتيكْ
وحرمتِني من أن أبوحَ إليكِ بالنجوى
وبالشكوى
وأرسمَ حاجبيْكْ
تَقَطّعتْ حِيَلي
وكم يا آخِرَ الأحبابِ
كم حاولتُ أدفِنُ وجهَ أحزاني بصدركِ
ثم أجْهشُ في يديكْ
وهنا أُوَثِّقُ أنّني:
ثاوٍ، وشوقٌ هزَّني
ومواجِدي هانتْ عليكْ.
(7)
أتروقُ محبوبي مناجاتي الحزينةُ
أم يُعذِّبُهُ حنيني
ثاوٍ بأوردةِ الرجاءِ
وفي تلافيفِ الظنونِ
إنّي هنا فلتبحثوا عني بدوني
وتأمَّلوا في جُرحِ أحلامي
وفي جدوى لُحُوني
الطيّبونَ تآلبوا
والسيّئونَ تكالبوا
وجميعُهم سَمَلوا عيوني.