- كتب: د. قاسم المحبشي
السياسة هي “الزمن الذي لا يمر بمعنى أنها حضوراً وتفاعلاً مستمراً وانشغالاً دائماً للكائن الاجتماعي السياسي بالطبع والتطبع، وليس بمقدور أحد تجاوز استحقاقاتها أبدا، إذ يعاود سؤال السياسة الغائبة الحضور كالجرح النازف! وهي لذلك تمارس تأثيرا طاغيا في حياة الناس بأشد مما تأثر فيهم تقلبات الظواهر الطبيعية: المناخ.. الحر.. البرد، الجدب، الخصب، الفيضانات، الرياح، العواصف، الزلازل والبراكين…إلخ، ولسنا بحاجة إلى التذكير هنا بمدى ذلك الأثر الفاجع الذي أحدثته شرور السياسية في حياة مجتمعاتنا العربية الراهنة وما نعيشه اليوم من شرور الفساد السياسي في غير قطر عربي(فلسطين، والعراق، وليبيا، وسوريا، واليمن، والسودان، والصومال، وبلدان المغرب العربي.. فضلا عن أفغانستان) لا يقاس بأي حال من الأحوال بما يمكن أن تفعله أي كوارث طبيعية محتملة أو متخيلة، والحالة اليمنية هي أحد أبرز تجليات تلك الكارثة السياسية.
والرحمة والسلام لأرواح ضحايا الزلزال في تركيا والشام وفي كل مكان أهتز فيه باطن الأرض الذي لم يمسها الإنسان والدرس الوحيد الذي ينبغي أن نتعلمه من الطبيعية هو أن الحياة على هذه الأرضة هي فرصة للكائنات الحية التي يجب أن تحب بعضها وتعيش وتتعايش باحترام وسلام حتى يأتيها أجلها المحترم.