- د. قاسم المحبشي
قاهرة كمثل اسمها
لكنني أحببتها
وحسبتها لي موطنا
وكنانة من القفار
للقهر معنى أخر
في هبة النيل العظيم
ما أجمل القهر
الحميم بحضنها
إيزيس إلهة الجمال
فينوس آلهة البحار
نفتيس آلهة الثمار
آتوم آلهة الجبال
فرتيت آلهة الزمان
حبشوش آلهة الحنان
أنثى المدئن لم تزل
فاتنة الحياة وأمها
على أنفها على أنفها
على أنف كليوباترا
وجماله وقف السؤال
وتغير التاريخ صدفة والمسار
احبها أنطونيوس
فأبى الهزيمة وانتحر
فبادلته الانتحار
أتيت مصرًا باحثًا
عن حضن عامر بالحنان
متأمل التاريخ في نقش
المدافن والحجار
من قمة الهرم الكبير
شاهدت الألف السنين
تروي حضارة زاخرة
بالمجد توجها وغار
والعمق يبدو راسخًا
ليس له بها غرار
للمعجزات هنا آثر
منسوج من ضوء النهار
سألتها يا مصر ؟
من علم اليونان فن الرسم
بالكلمات والمعنى
على جنح الخيال؟
فجاوبتني بصمتها
لعل بالصمت الجميل
تنكشف الدلالة والدوال
فنظرت في وجه الجدار
منحوتة بالرمز والتصوير
هيروغليفية لغة الكبار
كيف السبيل لزائر
لفهم شفرة نبضها
ومعرفة سر الجمال ؟
مالي ومال اللائمين
فأنا المتيم بعشقها
والعشق شوق وانتظار
سأنتظر وسأنتظر
حتى يمل الانتظار
لو ضاقت الأرض بناء
في مصر ملجأنا ودار
أم هي مصر الرحيبة
للصغار وللكبار
هي بوصلتنا والفنار
هي لؤلؤتنا والمحار
فليس لي في حب
مصر من خيار
هي أمنا هي حلمنا
هي ما تبقى من حطام
الروح فينا والحصار
بالرافدين تبرعمت
وفي ضفاف النيل
تزدهر الثمار
سأنتظر وسأنتظر
حتى يمل الانتظار