- كتب : منصور الأصبحي
⭕ باسم الشعر :
أن يتجاوز الشيخ السلفي “محمد الإمام” والمعروف بتشدده “السني” الحاد
كحدود فهمه الدلالي “التصوري، التصويري” للأدب الإنساني وتحديدا في مجال
الشعر المليء بالإيحاءات الجمالية والإيماءات البلاغية والبيانية والبنائية كإشارات ضمنية “تخيلية وانزياحية وسياقات فلسفية تتكامل مع مجمل القيم
الطبيعية والجمالية في ذات النص الشعري المسنود بفيوضات شاعرية ومضامين
شعورية كاستمازات قاطعة للشك العدمي الطارئ باليقين الإيماني والتأصيلي
والمعرفي التحصيلي والإنساني كمؤهلات للقصيدة “روحيا وحسا ومعنى آهلا
بموضوعية تكتنزها كل أعماق الشاعر الجميل “صفوان المشولي” من لفحته نيران
ذلك “الإمام” المتشدد الذي لم يقرأ أو يسمع قصيدة “المشولي” الشهيرة #سعيده_من_عرف_ربي_سعيده كمعلقة مرصعة بتجليات المتضرع، المتورع، المتشرع، المتدرع قلبه المتشبع
بنقاء العابد العاشق والعبد الواثق بعبوديته وبثقته بانزياحاته حين يخاطب
خالقه باستيعاب رباني هو ناطقه ومنطقه وبه استنطاقاته شعرا مختلفا ألوانه
واستشعارا للمخبوءات التفصيلية في ذهنية القصيدة أو المقصود منها أو مقاصد
التشريع من يقف عندها “المشولي” الشاعر “صفوان” ثابتا كالحرف “الألف” في
بدء المصحف الشريف -كلام الله جل وعلى- من أن يتجاوزها أو ليحاول أن يتجرأ
على الفعل ذلك، لذلك أحيا بذاته بقصيدته جل مناجاته لخالقه، ثم أحيا وأحيا، لتحيا قلوبا تنتفض شوقا وحبا ورغبة وجمالا جال وصال في كل مسامات ومسافات
ومساحات القلب لمن أحياها أول مرة وهو خالقها الحق، والفضل تدفق من بعده
للشاعر “صفوان” الذي أنسن تلك القلوب أوعية الإيمان حتى باتت بإنسانيتها
لحظتذاك آهلة بالتوعية {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} هنا يقف
المتسائل حائرا، معه يتوقف الحائر مندهشا :
كيف يتجرأ أي مفت أي كان أن يصدر فتواه غريبة الأطوار كالعالم المحدث “محمد الإمام” الذي ليته لم يصدر فتواه، ولم يجترح تقواه بتكفيره للأديب الأديب الشاعر العندليب والعارف
الخطيب والقارئ المرحلي “صفوان المشولي” الذي لو لم يقل غير هذه النتفة
الشعرية لكفاه عن قول الشعر واكتفى به الشعر -في ذات السياق الإلهي :
رميتني حسبي
أنا المرمي بالسهم الحنون
والهائم المسبي
بنظرة حب منك كي أكون
بنظرتك ربي
تفجر كل وجداني عيون
أنبضت لي حبي
بحبك لي وأجريت الشجون
والنبض في قلبي
بدونك كيف با ينبض بدون ؟
⭕ نكزة ضمير متصل :
ليت “الإمام” كان إماما -عطفا على حرمة الذمم الإنسانية- عاصما لفتواه قبل عاطفته المتذمرة من كل جمال تنسج خلاصاته سياسات “صفوان” الشعرية، وأفكاره الاستنطاقية تهذيبا بالشعر، كحالة غارقة بجمال الخالق، وبالجماليات
الكونية والتي أودعها سبحانه في كل نفس، وفي الزهر وفي السماء وفي الأرض
وفيما يظهره أو يخفيه البحر وفي أوسع ابتسامات الدهر وفي خرير النهر وفي
زقزقة عصافير هي إيقاع لموسقة الوجود مرتل الجمال الإلهي -إجمالا- إجلالا
وامتثالا وحالا واشتمالا -شكلا وموضوعا ومقروء ومسموعا، وأدبا مشروعا
مشفوعا بحب الخالق سبحانه وتعالى وتقدس عما يصفون أو يقفون عنده أو يبلغون
فيه الذي بلغوه سواء شعرا، أو جرأة بأحكام شرعية كفتوى اعتمدت على شواهد
سطحية مجردة من المعرفة بالمتضرر منها كمثل الشاعر الوارد ذكره والوارف ظله والعارف حدوده “صفوان المشولي” وهو إن لم يكن صاحب هذا القول الشعري الفصل فمن ؟ :
يا حبي المكنون
يا أنسي ويا نعم المؤانس
بك خاطري مفتون
وبك حسي بدي عادو يناهس
ما عادناش مرهون
وأنفاسي على الحور النواعس
في حبكم مجنون
إيناسي بكم واقف وجالس
يارب ماعادكش في هجسي
لواعج أو هواجس
ولا أماني داخلي تمسي
ولاعادك نسانس
أنت قدك وجدان نفسي
والحشا والروح والحس
⭕ استكمالا للقول :
لا يمكنني أن أفاوض حرفي لأفوض بالدفاع عن هذا الأديب المؤتمن على دينه
وإيمانه وعلى تراكمه الثقافي المعرفي وعلى إنسانيته ذات الشجون المتفرعة
كنتاج طبيعي جدا عن تمركزه أنطولوجيا في كل موقع جمالي كفنان إبداعي، ومبدع عبقري، وعبقري شاعر، وشاعر احترافي بأسلوبيته البنيوية، وبلغته الشعرية،
وبأدواته الواقعية جدا في نظم النص بمحاولة استكناهه للناتج بمقارباته
“تصويرا بنائيا وتصورا سيميائيا وأخرى” كمغايرة تنتصر له كشاعر ضليع لا
يخطئ طريق الوصول لأي من أهدافه الفردوسية إطلاقا، فهو حالة شعرية خاصة جدا لا ينبغي لأحد أن يقدح في حقه في النص الشعري، ولا في مضمون عقيدته
المتغلغلة في أعماقه المزهرة بالإيمان الذي لا يخالطه الشك والغبار
الانفعالي الملوث بردود الأفعال الخارجة من صلب اعوجاج الرؤية النقدية
أخلاقيا أو أدبيا أو حتى تشريعيا عن سرب الحقيقة الدامغة أن الإيمان بالله
ثابت لا يجزأ كما تتجزأ الآراء والاجتهادات والمفاهيم والأفهام وقد تصاب
بالأسقام التشكيكية، وتغرق بالأرق التوهمي، ويعتريها الضمور وإن كانت ذات
يوم ما كانت ولكنها في هكذا وعي سطحي لإحدى أفكار شعرية بنيوية “ابتكارية”
تؤكد فعلا أنها قد اعتراها الضمور، وليتها تعتذر للأديب أو للشاعر أو لأي
فن إبداعي حكمت عليه بداء “التكفير وبالردة” أنها تصيب أو تخطئ مثلما تجتهد فتملئ الفكرة بالمعرفة، وقد تكتفي بصمت البحث والبحث الآخر فلا تنشغل
بظواهر الأشياء لتحرقها عمدا دون دليل قطعي مسنود بمعرفة مكتملة الأركان عن الأمر الذي نطقت بحكمها التكفيري الجرئ فيه، وهنا كان ولا يزال الوعي
قاصرا في استنطاق أعماق الشعر الدلالية، بالتالي وحده الشاعر مثل “صفوان
المشولي” بهذه الحالة المعقدة بفتوى “الإمام” الجائرة اعتمادا على رأي
مشخصن ثأري عاطفي مجرد من المسئولية حين اقتضب من النص المتضرر -كتضرر
الناص “صفوان”- ما يشبع رغبته بفتوى مجاهرة بالقدح والتجريح والتجريم
وبالتكفير، كجريمة أدبية وجناية قانونية يعاقب عليها القانون لأن للإنسانية نواميسها العادلة التي تحفظها من فتاو فراغية باطلة ومن عبثية التدين
المعتل الآخر.
⭕ وعليه :
✔ أولا :
أناشد الجهات المختصة في #اليمن والعالم أن تضع حلا لهذه المصائب المتطرفة من تستخدم منصة التشريع
الإسلامي في هدم الثوابت الإنسانية، وإهدار أرواح الناس، والتشكيك
بمعتقداتهم، والحكم عليهم بالخروج القاتل من الإسلام، دون أي اعتبار
لمكتنزاتهم الإيمانية السليمة، وهذا يشكل أزمة هي الفتنة المميتة ككل أزمات الواقع اليمني المليئ بصراعات مسلحة، وبدم آدمي مسفوح ظلما وعدوانا، وبقتل عبثي ثأري، وبفساد وإفساد منقطع النظير.
✔ ثانيا :
أناشد الجهات المختصة في اليمن بأن تفتح ملفا للتحقيق مع المدعو “محمد
الإمام” بسبب فتواه العبثية المتطرفة التي قضت بتكفير الأديب الشاعر الفقيه القاضي الخطيب “صفوان المشولي” والحكم عليه بالردة وبالكفر وقد شملت
الفتوى عدم جواز الصلاة بعده، وبطلان أي عقود للزواج أو وثائق شرعية صادرة
عنه، بإعتباره مأمونا شرعيا وخطيبا وإماما بأحد مساجد قريته بعزلة #المشاولة العليا #مديرية_المعافر #محافظة_تعز .
علما بأن هذه الفتوى جاءت بناء على هذا الجزء المقتضب من قصيدة شعرية للمجني عليه :
قد لا اراكَ لإنني أهواكَ
منع الهوى عينيّ من رؤياكَ
وعلى طوى نفسي وتغبيبي لها ..
صبرُ لعلي أرتوي بلقاكَ
تالله إن توقدي عطشا هنا
لبشاشتي يوم اللقاء هناك
فلماذا يا روحي تعذب بالنوى
روحي وتمنع عنك طل نداك ؟
ولماذا أرجو أن أراك وهل أنا
قد كنت إلا أنت لستُ سواك
ومناي عين مناك نفسي شاهدت..
نفسي ومعنى أحرفي معناك
إيايّ ظمان إلى إياي.. هل
إياك ظمان إلى إياك ؟
⭕ وعليه أيضا :
أكرر مطالبة الجهات المختصة صاحبة العدالة بالتحقيق مع من نقل أخبار ونصوص المجني عليه “صفوان المشولي” سواء كانت شعرية مجزأة تم اقتضابها دون
استكمال فكرتها الموجودة بالنص الكامل، وهذه المقتضبات لا تعطي صورة شاملة
تستوفي الفكرة بذات القصيدة، وهذه جريمة أدبية وقانونية أثق بعدالة القضاء
للنظر فيها وبكل المتورطين في نسجها وحبكها وتقديمها لمن أصدر الفتوى ليصدر فيها فتواه بناء عليها فحسب، وبالتالي نطالب الجهات المختصة بالذات
الأمنية حماية القاضي “صفوان المشولي” وعائلته من أي استهداف أو ضرر كنتيجة لهذا العمل المجرم شرعا وقانونا وعرفا.
ونحمل الجهات المعنية مسئولية
تجاهل هذا الفعل وهذه القضية كجزء من مسئوليتها التي نثق بها ونعتبرها
جدارا متينا نتكئ عليه لحمايتنا من التطرف والإرهاب الفكري والمجتمعي.